صراخ الجياع
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
للأستاذ أحمد قاسم أحمد
نحن. ومن نحن.
.؟ نحن مقطوعة رعناء، تلفظها شبابة خرساء.
.! نحن أهزوجة هوجاء، تحتضر في حنجرة بكاء.
.! نحن ركام حائل من ببطون طاوية، وعيون غائرة، وصدور معتلة.
. نحن حطام أشل من ظهور دامية، وأيد مغلولة، وأفواه مكممة. نحن.
.
ومن نحن.
.؟ نحن الجياع الذين يهبون القوت.
.
والأرقاء الذين يمنحون الترف، والعذبون الذين يصنعون السياط.
. نحن الجحافل الرجيمة من أشباه الموتى وأشباه الأحياء.
. نحن القطعان الهضيمة من أبناء آدم وبنات حواء.
.؟ نحن.
.
ومن نحن.
.؟ نحن المواكب الزاحفة من الأسمال والأشلاء والهياكل، تتقدمها طبول الدم المطلول تهدر في عنف وصخب، وتظالمها ألوية الحرية الذبيحة تضطرب في جنون وتمرد، وتحدوها قوافل الألحان الزرق؛ تتراكض في ضجيج وفحيح.
. نحن الفيالق الساغبة من الشذاذ والمتشردين.
. نحن النفايات التافهة من التعساء والملاعين.
. نحن الثمار العفنة الساقطة من دوحة الآدميين.
. .
نريد طعاما.
.! نريد طعاما لنا ولأولادنا وأزواجنا.
.
نريد طعاما من الأرض التي نفلحها، وكساء من القطن الذي نغرسه، وشرابا من الماء الذي أجراه الله.
. لقد آمنا بأن حقنا في الحياة ليس منحة يتعلق بذلها بالأهواء، وإنما هو شرعة يتعلق أمرها بالسماء.
. كما آمنا بأن الطين - يا سادة - معدننا ومعدنكم، والله ربنا وربكم.
.
يحكم بيننا وبينكم.
. وها نحن أولاء نشرف عليكم من قمم إنسانيتنا، ونصرخ في وجوهكم، وفي وجه كل عانية جبار: لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا، فمتى كان لكم أن تستعبدوا الأحرار.
.؟ اسمعوا دوينا الذي تنقض له معاقل الطغيان.
.
ونداءنا الذي يجلجل في كل أذن، ويعربد في كل مكان.
. نحن الجياع.
نريد الطعام.
! أحمد قاسم احمد -