Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


كان أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس، فما منهم إلا من واتاهم فيما أرادوا وأوهمهم بذلك إلا بلالا، فإنه هانت عليه نفسه في الله عز وجل، وهان على قومه فأخذوه، وأعطوه الولدان، فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة، وهو يقول: أحد، أحد.

فجعلوا في عنقه حبلا، ودفعوه إلى الصبيان يلعبون به، حتى أثر في عنقه، وكان بلال لبعض بني جمح، وكان الذي يتولى كبر تعذيبه أمية بن خلف، فكان يخرجه إذا حميت الظهيرة، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره.

ثم يقول له: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزي.

فيقول وهو في هذا العذاب والبلاء: أحد أحد.

وكأنما كان يزيده عذابه وبلاؤه إيمانا فوق إيمان، ورق له أبو بكر حين رآه يوما في هذا الهوان الشديد، فاشتراه وأعتقه، وأعتق معه ستا ممن كانوا يعذبون على الإسلام.


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله تعالى في كل أحواله؛ ليلا ونهارا، وسرا وجهرا، لا يصرفه عن ذلك صارف ولا يرده عن ذلك راد، ولا يصده عن ذلك صاد، يتبع الناس في أنديتهم، ومجامعهم ومحافلهم وفي المواسم، ومواقف الحج؛ يدعو من لقيه من حر وعبد، وضعيف وقوي، وغني وفقير.

وتسلط عليه وعلى من اتبعه كفار قومه من مشركي قريش، بل كان من أشد الناس عليه عمه أبو لهب وامرأته أم جميل حمالة الحطب -أروى بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان-، وكان عمه أبو طالب بن عبد المطلب يحنو عليه، ويحسن إليه، ويدافع عنه ويحامي، ويخالف قومه في ذلك؛ مع أنه على دينهم، وكان استمراره على دين قومه من حكمة الله تعالى، ومما صنعه لرسوله من الحماية؛ إذ لو كان أسلم أبو طالب لما كان له عند مشركي قريش وجاهة ولا كلمة، ولا كانوا يهابونه ويحترمونه.

روى أصحاب السير أن قريشا جاءت إلى أبي طالب فقالوا: "إن ابن أخيك هذا قد آذانا في نادينا ومسجدنا فانهه عنا".

فقال: "يا عقيل، انطلق فأتني بمحمد"، فجاء به في الظهيرة في شدة الحر.

فلما أتاهم قال: "إن بني عمك هؤلاء زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم؛ فانته عن أذاهم"، فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره إلى السماء؛ فقال: "ترون هذه الشمس؟" قالوا: "نعم"، قال: "فما أنا بأقدر أن أدع ذلك منكم على أن تشتعلوا منها بشعلة".

فقال أبو طالب: "والله ما كذب ابن أخي قط فارجعوا".


أحمد بن عبد الله السجلماسي أبو العباس المعروف بابن محلي، متصوف ادعى أنه المهدي الفاطمي المنتظر، ولد بمدينة سجلماسة، وطلب العلم بفاس، تصوف وكثر أتباعه، وذهب إلى جنوب المغرب فكاتب رؤساء القبائل وعظماء البلدان أنه المهدي الفاطمي المنتظر، مدعيا أنه من سلالة العباس بن عبد المطلب، وزحف على سجلماسة واستولى عليها بعد قتال، وأرسل السلطان زيدان بن أحمد السعدي صاحب المغرب جيشا لقتاله، فانهزم الجيش وقوي أمر المدعي، فزحف على مراكش واستقر بها ملكا تاركا التصوف والتنسك، فهاج عليه يحيى بن عبد الله أحد المتصوفة انتصارا لزيدان السعدي، وجرت بينهما حرب على أبواب مراكش، أصيب ابن محلي فيها برصاصة أردته قتيلا وعلق رأسه مع بعض أنصاره على أسوار مراكش.


هو السلطان أبو عبد الله محمد الشيخ المأمون بن أحمد المنصور الذهبي، ملك السعديين في المغرب الأقصى.

كان المأمون ولي عهد أبيه المنصور وخليفته على فاس وأعمالها سائر مدة أبيه، وكان للمنصور اعتناء تام به واهتمام بشأنه حتى قيل إن المنصور كان لا يختم على صندوق من صناديق المال إلا قال: "جعل الله فتحه على يد ابنه الشيخ رجاء أن يقوم بالأمر بعده، فلم يقدر له، وخرج الأمر عن مراده؛ فقد أساء المأمون السيرة وأضر بالرعية، قال اليفرني: "كان فسيقا خبيث الطوية مولعا بالعبث بالصبيان، مدمنا للخمر سفاكا للدماء غير مكترث بأمور الدين من الصلاة وشرائطها، ولما ظهر فساده وبان للناس عواره، نهاه وزير أبيه القائد أبو إسحاق إبراهيم السفياني عن سوء فعله، فلم ينته واستمر على قبح سيرته، فأعاد عليه اللوم فلج في مذهبه، ولما أكثر عليه من التقريع سقاه السم فكان فيه حتفه, فلما كثرت قبائح المأمون وترددت الشكايات لأبيه، كتب إليه لينكف عن غيه وينزجر عن خبثه، فما زاده التحذير إلا إغراء، فلما رأى المنصور أنه لم يكترث بأمره ولم ينزجر عن قبائحه، عزم على التوجه إلى فاس بقصد أن يمكر به ويؤدبه بما يكون رادعا له، فلما سمع الشيخ بذلك جمع عساكره وهيأ جنده لمدافعة أبيه، فتحيل عليه أبوه حتى أسره ثم سجنه في مكناسة، وظل في سجنه حتى أخرجه أخوه أبو فارس ليحارب به أخاهما زيدان، وتمكن الشيخ وتغلب على أخيه زيدان، ثم على أبي فارس، وسيطر على حكم المغرب، فظلم الرعية وأسرف على نفسه إلى أن توفي في هذا العام.

بعد تذمر وسخط أهل تطوان ونواحيها من أفعال الشيخ المأمون، اجتمع أعيان القوم وتآمروا على قتل الشيخ وأتباعه، فقتل السلطان الشيخ المأمون في وسط محلته المعروفة بفج الفرس, وانتهبت تلك المحلة وتفرقت جموعه, وتولى بعده أخوه زيدان في حكم المغرب.