Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
هو أبو عقال الأغلب بن إبراهيم بن أغلب، أخو زيادة الله، كانت ولايته من قبل المعتصم بالله، وهو رابع أمراء إفريقية من بني الأغلب، ولم تطل مدة أيامه، كانت ولايته سنتين وسبعة أشهر وسبعة أيام, لما تولى أبو عقال أحسن إلى الجند، وأزال مظالم كثيرة، وزاد العمال في أرزاقهم، وكف أيديهم عن الرعية، وقطع النبيذ والخمر عن القيروان.
وكانت أيامه أيام دعة وسكون سوى عام 224هـ؛ انتفض بعض الخوارج فسير إليهم عيسى بن ربعان فأخضعهم، ولما توفي ولي أبو العباس محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب بلاد إفريقية بعد وفاة والده، ودانت له إفريقية.
هو حيدر بن كاوس الملقب بالأفشين، أصله من الترك من أشروسنة تركستان، كان مجوسيا من سلالة حكام أشروسنة، اعتنق الإسلام زمن المأمون وأقام ببغداد عند المعتصم، وعظم محله عنده, وهو من كبار قادة المأمون والمعتصم، تولى إخماد الكثير من الفتن والثورات، وأهمها ثورة بابك الخرمي، ولكن كان يطمح لتولي خراسان بدل عبدالله بن طاهر، فقيل: إنه هو الذي حرض المازيار للخروج على ابن طاهر حتى يوليه المعتصم حربه، ومن ثم ولاية خراسان، ولما قبض على المازيار أقر بكتب الأفشين له، فغضب المعتصم منه وأمر بالقبض عليه، فتم ذلك ليلا فحبسه ثم عمل له مجلس قضاء بحضور أحمد بن أبي دؤاد المعتزلي، ووزيره محمد بن عبد الملك بن الزيات، ونائبه إسحاق بن إبراهيم بن مصعب، فاتهم الأفشين في هذا المجلس بأشياء تدل على أنه باق على دين أجداده من الفرس، وكان ذلك في أواخر عام 225هـ، ثم بقي في السجن إلى أن مات فيه، ثم أخرج فصلب بجنب بابك الخرمي ثم أنزل وأحرق.
لما بدأ الإصلاح ودعوة التوحيد الصحيح ينتشران في أرض نجد والحجاز حتى دخل الحرمان تحت حكم الدولة السعودية- كان بدهيا أن يوجد معارضون لهذه الدعوة والدولة على اختلاف مشاربهم وأهدافهم، وكان من بين هؤلاء الدولة العثمانية الني انزعجت من امتداد سلطان دولة آل سعود إلى الحجاز وأطراف العراق والشام، وكذلك واليها في مصر محمد علي باشا الذي له أطماع وطموحات شخصية، وبعض الدول الأوربية التي أزعجها وصول هذه الدولة الناشئة إلى الممرات البحرية في الخليج والبحر الأحمر، وخاصة إنكلترا، فسعت بما لها من تأثير على الدولة العثمانية وعلى محمد علي باشا لتوقف هذا المد في نجد، حيث قبل والي مصر تكليف السلطان العثماني القيام بمهمة قتال هذه الدولة الناشئة واستعادة الحرمين، وقبل بدء أي عمل قام بقتل المماليك المنافسين له خشية غدرهم حيث دعاهم بمناسبة إرسال ابنه طوسون على رأس جيش إلى الجزيرة العربية، فقتلهم في هذه المناسبة.
وتمثلت جهود محمد على في إرسال ثلاث حملات رئيسة لحرب الدولة السعودية؛ قاد الأولى ابنه طوسون، وتولى هو الحملة الثانية، والحملة الأخيرة كانت بقيادة ابنه إبراهيم التي انتهت بالقضاء على الدولة السعودية الأولى وتدمير عاصمتها الدرعية واستباحة أهلها الذين وقعوا بين القتل والأسر والتشريد.
وذلك عام 1233هـ.
لوحظ أن الخلاف القائم بين السعوديين ودولة العجم استغله حكام مسقط وغيرهم في مناطق الخليج العربي، في إقامة نوع من الوفاق بينهم وبين دولة الفرس، وقد عبرت البعثة الدبلوماسية التي أرسلها سعيد بن سلطان برئاسة سالم إلى بلاط الشاه في هذه السنة عن هذا الوفاق؛ إذ كان هدفها إقامة معاهدة تحالف بين مسقط وبين فارس, وقد نجحت هذه البعثة في تحقيق هدفها, وكان من ثمار ذلك أن ساعدت فارس حكومة مسقط بقوات عسكرية بقيادة صادي خان، فحاربت إلى جانب قواتها ضد السعوديين في عمان، واستردت حصون سمايل ونخل.
جمع صاحب مسقط سعيد بن سلطان جموعا وعسكر كثير, واستنصر بالعجم فأتاه منهم نحو 3000 مقاتل، وساروا إلى عمان, وعاثوا فيما يليهم من رعايا وأتباع الدرعية، واستولوا على بلاد الجبري سمايل، وهرب الجبري منها, فسار مطلق المطيري بشوكة المسلمين الذين معه في عمان من أهل عمان ونجد وغيرهم، فجمع الله بينهم وبين عساكر صاحب مسقط وتنازلوا واقتتلوا قتالا شديدا، فانهزمت جنود صاحب مسقط, وركب المسلمون أكتافهم وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وأخذوا خيامهم ومحطتهم وغالب متاعهم ومدافعهم، وهى أكثر من عشرة مدافع, ورجع بقيتهم إلى مسقط وسمايل، وأخذ المسلمون منهم غنائم عظيمة، وقبض الأخماس عمال سعود.
خاضت الكويت معركة خكيكرة مع البحرين بقيادة عبد الله بن أحمد آل خليفة وجابر بن عبد الله الصباح ضد حاكم ساحل الدمام رحمة بن جابر الجلهمي، الذي دعمه الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد حاكم نجد، وانتهت المعركة بانتصار البحرين والكويت, وكان من أسباب المعركة أن الإمام سعودا كتب إلى رحمة بن جابر الجلهمي في قطر يأمره فيها بالاستعداد لغزو البحرين، وكان محاربا لآل خليفة حكام البحرين، فأرسل إليه الإمام سعود جيشا من أهل نجد والأحساء، فاجتمعت عنده 60 سفينة ما بين كبيرة وصغيرة، فلما علم بذلك عبد الله بن أحمد آل خليفة حاكم البحرين أرسل إلى حاكم الكويت الشيخ جابر بن عبد الله الصباح يستنصره، فأتاه بحرا بالسفن فبلغت سفنهم جميعا 200 سفينة، والتقوا عند خوير حسان بالقرب من القطيف، وربطوا السفن واقتتلوا فقتل من أهل البحرين والكويت 1000 رجل، منهم دعيج بن صباح الصباح، وراشد بن عبد الله بن أحمد آل خليفة، وقتل من أتباع رحمة بن جابر الجلهمي 300 رجل، وانهزم رحمة بن جابر الجلهمي.
عندما وصل محمد علي باشا لسدة الحكم في مصر، أخذ في التخلص من كل القوى المنافسة له، حتى تلك التي وقفت بجانبه وساعدته في الحصول على هذا المنصب الخطير، مثل العلماء ومشايخ الأزهر، والحامية الألبانية الذي هو واحد من أفرادها، ولكن كان أقوى خصوم محمد علي وأشدهم تهديدا له هم المماليك، ولقد حاول محمد علي التخلص منهم عدة مرات، ولكنه فشل لكثرتهم وتخوفهم منه واتباعهم لأسلوب الكر والفر، وكان محمد علي داهية شديد الذكاء، لا يبالي بأي وسيلة تحقق هدفه؛ لذلك لجأ إلى المكيدة حيث استغل مناسبة خروج طوسون باشا ولده على رأس حملة كبيرة للقضاء على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بنجد والحجاز، وأعد وليمة كبيرة دعا لها قادة المماليك وكبراءهم وفرسانهم وأبطالهم، وذلك بالقلعة الشهيرة بالقاهرة، وذلك يوم الجمعة الموافق 5 صفر 1226هـ 1 مارس 1811م.
ولما اكتمل دخولهم للقلعة انهال عليهم الرصاص من كل مكان، فقتلوا جميعا ما عدا أمين بك الذي قفز بفرسه من على سور القلعة فنجا وهرب، ثم انطلق الجنود بعد ذلك إلى بيوت المماليك وأحيائهم يقتلون من يجدونه، وهكذا استطاع محمد علي أن يتخلص من المماليك.
لما رجع سعود من الحج أطلق آل خليفة أهل البحرين والزبارة، وأذن لهم بالرجوع إلى بلدهم، ووعدوه بالسمع والطاعة وعدم المخالفة، ووافق وقت وصولهم البحرين وقوع مقاتلة عظيمة في البحر بين عشايرهم وأبنائهم وبين أتباع الدولة السعودية الذين في ناحيتهم، وهم رحمة بن جابر بن عذبي أمير خوير حسان المعروف، وأبا حسين أمير الحويلة البلد المعروفة في قطر، وإبراهيم بن عفيصان أمير شوكة المرابطة من أهل نجد وغيرهم، وذلك أن هؤلاء سار بعضهم على بعض في السفن، فوقعت الملاقاة في البحر قرب البحرين، فوقع قتال شديد وكثر القتلى بين الفريقين، ثم اشتعلت النار في السفن، ومات بينهم خلق كثير قتلا وحرقا وغرقا، فاحترقت السفن بمن فيها، واحترق لابن جابر وأبا حسين ومن معهم من المسلمين سبعة مراكب، واحترق لآل خليفة نحو ذلك, وقتل من أهل البحرين وأتباعهم ومن أتباع آل سعود نحو 1600 قتيل.
لما خرج أبناء سعود ومطلق المطيري ومعه رؤساء المسلمين وأتباعهم من عمان وقع بعض الخلل, ونقض العهد أكثر بنو إياس، فكتب سعود لعبد العزيز بن غردقة صاحب الأحساء أن يسير بجيش يكون هو أميره، فلما وصل ابن غردقة عمان وقع بينه وبين بني إياس وغيرهم من عمان وقعة هزم فيها الغردقة و200 من أهل الأحساء وعمان وغيرهم.
انطلقت حملة أحمد طوسون بن محمد علي من مصر، ونزل طوسون على الساحل الغربي بجيش قوامه عشرة آلاف جندي, حرص طوسون أن يغدق الأموال والهدايا والخلع على شيوخ القبائل ورؤساء الجماعات التي تقطن الموانئ الحجازية ولها نفوذ فيها؛ لتكون سندا لقواته، ولتقبل تأجير إبلها إلى قواته من أجل حمل المؤن والعتاد من المناطق الساحلية إلى داخل البلاد، واستولى على ينبع بدون مقاومة تذكر, ثم استدرج عبد الله بن سعود قوات طوسون إلى الأراضي النجدية من أجل إضعافها وتشتيت قواتها, حتى تمكنت القوات السعودية من إنزال هزيمة كبيرة بقوات طوسون في وقعة وادي الصفراء بين المدينة والقصيم سنة1227، وقتل من جيش طوسون 1200 مقاتل، وبعد هذه الهزيمة اضطر طوسون إلى أن يطلب العون والمساعدة من والده محمد علي باشا، ثم عاد إلى ينبع وبقي فيها مدة ثم تقدم نحو المدينة، ونجح في الاستيلاء عليها بعد حصار دام شهرين، ثم توجه طوسون إلى جدة ودخلها, فاضطر عبد الله بن سعود أن يخرج من مكة, فتمكن طوسون من دخول مكة بدون معارضة, ثم استولى على الطائف، لكن السعوديين عادوا وانتصروا في تربة والحناكية وقطعوا طرق المواصلات بين مكة والمدينة، وانتشرت الأمراض في صفوف جيش طوسون، وأصاب الجنود الإعياء نتيجة شدة القيظ وقلة المؤونة والماء، ما زاد موقف طوسون حرجا، فرأى بعد تلك الخسائر أن يلزم خطة الدفاع، وأرسل إلى والده يطلب المساعدة.