Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
في هذه السنة وجه إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الإمام أبا مسلم الخراساني، واسمه عبد الرحمن بن مسلم، إلى خراسان، وعمره تسع عشرة سنة، وكتب إلى أصحابه: إني قد أمرته بأمري فاسمعوا له وأطيعوا، فإني قد أمرته على خراسان وما غلب عليه بعد ذلك.
فأتاهم، فلم يقبلوا قوله وخرجوا من قابل فالتقوا بمكة عند إبراهيم، فأعلمه أبو مسلم أنهم لم ينفذوا كتابه وأمره.
فقال إبراهيم قد عرضت هذا الأمر على غير واحد وأبوه علي.
فأعلمهم أنه قد أجمع رأيه على أبي مسلم، وأمرهم بالسمع والطاعة له، ثم قال له: إنك رجل منا أهل البيت، احفظ وصيتي، انظر هذا الحي من اليمن فالزمهم واسكن بين أظهرهم، فإن الله لا يتم هذا الأمر إلا بهم.
طلب إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس من أبي مسلم أن يحضر إليه إلى مكة ليعلم منه أخبار الدعوة، فجاءه كتاب منه أن يرجع إلى خراسان ويعلن بالدعوة بعد أن كانت سرية، فأظهر أبو مسلم الدعوة وطلب من سليمان بن كثير أن يصلي بالناس العيد، فأرسل إليهم نصر بن سيار قوة؛ ولكن جند أبي مسلم كانوا قد استولوا على هراة، وكشف أمر إبراهيم من الرسائل وكان يقيم بالحميمية فقبض عليه وسجن.
سيطر الأمير الألماني أوجين على مدينة بلغراد من الدولة العثمانية بعد 42 يوما من الحصار، وقد سقط من العثمانيين 20 ألفا قتلوا أثناء محاولة فك الحصار عن المدينة، ودام الاحتلال الألماني لبلغراد 22 عاما.
لما استقر عبد الله بن فيصل في الحكم في الرياض بعد ثورة أهل الرياض على أخيه سعود، بدأ سعود يحشد أعوانه من مناطق الجنوب الخرج والدلم والأفلاج ووادي الدواسر، وقرر محاربة أخيه عبد الله الذي أرسل جيشا بقيادة أخيه محمد للاستيلاء على الخرج مركز تحرك سعود، لكن قوات سعود تمكنت من هزيمة قوات محمد، وأسرت عم سعود عبد الله بن تركي الذي كان يرافق الحملة، وسجنه حتى توفي في سجنه، ثم لاحقت قوات سعود فلول جيش محمد فحطمتها في وقعة الجزعة، وعلى إثر هذه الهزيمة سقطت الرياض بيد سعود، وفر منها عبد الله بن فيصل إلى الكويت وأقام في الصبيحية عند قبائل قحطان المؤيدة له، وتقاطرت الوفود على الرياض مرة ثانية لتقديم فروض الولاء والطاعة لسعود.
كان سعود بن فيصل منذ اللحظة الأولى التي تسلم فيها حكم الرياض في المرة الأولى سنة 1288هـ قرر أن يعمل على استعادة إقليم الأحساء للدولة من العثمانيين، إما عن طريق القوة أو عن طريق السلم، فأرسل إلى بلي المقيم البريطاني في الخليج العربي رسالة يذكر فيها أنه الآن حاكم نجد ومسيطر على الوضع تماما، وغرضه أن يحل السلام بين السكان بعد أن سيطر على ما بحوزة أخيه عبد الله الموالي للترك، وأن علاقته بالحضر والبدو طيبة، وأنه يؤيد بريطانيا في كونها مسؤولة وحامية لمنطقة الساحل، لكن الإنجليز رأوا ألا يتورطوا بين الأتراك والسعوديين؛ لذا بدأ سعود يتدخل بمفرده، فأرسل عدة إنذارات للترك يدعوهم فيها للانسحاب من القطيف والمنطقة، ولم تلق إنذاراته أي تغيير في موقف مدحت باشا، بل على العكس أخذ يساعد عبد الله بن فيصل نكاية في سعود، ولما عزل مدحت باشا عن ولاية بغداد صادف اتفاق جزئي بين الأخوين فعملا معا لاستعادة الأحساء، لكن محاولتهما باءت بالفشل؛ لعجزهم عن مواجهة القوات التركية لضعف قدراتهم في تموين قواتهم، كما أن الخلافات القائمة لم تسمح لهما بالاستمرار في محاربة الأتراك؛ لأن كلا منهم يتربص بالآخر، على الرغم أن القوات التركية لم تكن في وضع حسن من حيث الإمكانات العسكرية, وقد تكبد الطرفان التركي والسعودي خسائر، خاصة الجيش التركي فتكت به الأمراض المعدية؛ مما اضطره للرحيل إلى البصرة وبدأت مفاوضات بين الطرفين أرسل فيها سعود أخاه الصغير عبد الرحمن، لكن المحادثات لم تنجح.
هو رفاعة رافع بن بدوي بن علي الطهطاوي، ولد سنة 1216هـ - 1801م، بطهطا إحدى مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر, وقصد القاهرة سنة 1223هـ - 1817م، فتعلم في الأزهر, وبعد تخرجه منه عام 1824م خدم كإمام في الجيش النظامي الجديد, ثم أرسلته الحكومة المصرية سنة 1826م إماما للصلاة والوعظ مع بعثة من الشبان أوفدتهم إلى فرنسا لتلقي العلوم الحديثة، فدرس الفرنسية والجغرافية والتاريخ، وفتن بالحضارة الغربية، وانبهر بقوانين الفرنسيين وسلوكياتهم، فكان عاملا من عوامل التغريب بما حمله من أفكار بعيدة عن تعاليم الإسلام!! وقد عاش في باريس خمس سنوات من سنة 1826 إلى سنة 1831م، وهناك تعرف على طائفة من المستشرقين من أمثال جوبير Jaubert وجومار Jomard وسلفستر دي ساسي، وكوسان دي يرسيفال.
وقد نشر وصف ما رأى وعلم من باريس في كتابه "تخليص الأبريز في تلخيص باريز"، ولما عاد إلى مصر ولي رئاسة الترجمة في المدرسة الطبية، وأنشأ جريدة (الوقائع المصرية) وألف وترجم عن الفرنسية كتبا كثيرة، منها (قلائد المفاخر في غرائب عادات الأوائل والأواخر)، وأصله لدبنج Depping، و(المعادن النافعة لفيرارد Ferard، ومبادئ الهندسة، وأنوار توفيق الجليل في تاريخ مصر، وتعريب القانون المدني الفرنساوي، وتاريخ قدماء المصريين، وبداية القدماء وجغرافية ملطبرون Malte - Brun، وجغرافية بلاد الشام رسالة في 53 ورقة، والتعريفات الشافية لمريد الجغرافية، ونجح في إقناع محمد علي بإنشاء مدرسة للمترجمين سميت مدرسة الترجمة ثم عرفت فيما بعد بمدرسة الألسن، ويعتبر الطهطاوي أول من أنشأ متحفا للآثار في تاريخ مصر، وتوفي بالقاهرة.
هو الشيخ عثمان بن عبد الله بن عثمان بن أحمد بن بشر, من الحراقيص من قبيلة بني زيد، النجدي مسكنا، الحنبلي مذهبا، السلفي اعتقادا، من رؤساء بني زيد القبيلة المعروفة المشهورة أهل شقراء وغيرها، والمعروف باسم ابن بشر، وهو مؤرخ وأديب عاصر الدولة السعودية الأولى والثانية، ودون أحداثهما في كتابه: (عنوان المجد في تاريخ نجد).
ولد ابن بشر في جلاجل سنة 1194هـ ونشأ فيها يتيما، وتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن، وكان شغوفا بالعلم محبا للعلماء، وتنقل في سدير والوشم والرياض؛ طلبا للعلم، ثم انتقل إلى الدرعية عام 1224هـ، وفيها تلقى العلم عن علمائها، ثم عاد إلى جلاجل وتوفي فيها.
تم توقيع المعاهدة الخاصة بتأسيس الاتحاد الدولي للبريد، وذلك بعد اجتماع عقدته 22 دولة في مدينة بيرن السويسرية، من بينها 20 دولة أوروبية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة ومصر، وكان يسمى آنذاك "الاتحاد العام للبريد".
هو الأمير سعود بن فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود، ثاني أبناء الإمام فيصل، لقب بـ (أبو هلا) لكرمه وكثرة ترحيبه بالضيف.
وقد حكم في الدولة السعودية الثانية من 1288 إلى1291هـ (1871- 1875م) كان أبوه قد ولاه أميرا على الخرج عام 1263هـ/ 1846م واستمر في هذه الإمارة مدة طويلة، وقد أكسبه ذلك قاعدة شعبية في تلك المنطقة.
أما أخوه عبد الله، الذي يكبره في السن، فقد كان أبوه قد عينه وليا للعهد، وكان ساعده الأيمن في قيادة المعارك وإدارة شؤون البلاد، وفي أواخر حياة والده تسلم العبء الأكبر من السلطة؛ نتيجة مرض والده وكبر سنه، وكان أخوه محمد بن فيصل يعاونه في ذلك، أما سعود فكان ينافس أخاه دائما في حياة أبيهما، واستمر على هذا الحال حتى بعد وفاة والدهم الإمام فيصل.
فعندما بويع عبد الله بن فيصل بعد وفاة والده في رجب 1282هـ/ نوفمبر 1865م خالفه سعود بعد عام من توليه الحكم، وكان يرغب في إزاحة أخيه وتولي الحكم بدلا منه، وقد كان كثير من الحاضرة، وخاصة علماء الدين، يقفون إلى جانب عبد الله؛ لأنه الوارث الشرعي للإمامة سنا وعهدا.
وعلى الرغم من أن عبد الله يتمتع بشعبية كبيرة بين القبائل النجدية وتأييد العلماء له، فإن سعودا تمكن من جمع أتباع له ومؤيدين، وكانت قبيلة العجمان، التي كان بينها وبين سعود صلة رحم، تكن لعبد الله العداء بسبب ضرباته الموجعة لهم في عهد أبيه، فاستغل سعود ذلك في حربه ضد أخيه، ونشبت بينهما بعض المعارك، واستفاد آل رشيد من تلك الفتنة الأهلية بين سعود وعبد الله فأخذوا يوسعون دائرة نفوذهم في البلدان النجدية.
وبعد وفاة سعود بن فيصل، تولى بعده أخوه عبدالرحمن بن فيصل الحكم، وكان سعود خلف أربعة من الأبناء الذكور، وهم: محمد، وعبد الله، وسعد، وعبد العزيز، والثلاثة الأول قتلهم ابن سبهان حاكم الرياض من قبل محمد ابن رشيد، أما عبد العزيز فكان منفيا وقت قتلهم، في حائل مع عمه الإمام عبد الله، وعبد العزيز هذا هو والد سعود العرافة زوج نورة أخت الملك عبد العزيز، ويلقب أيضا بسعود الكبير، فيكون سعود بن فيصل هو جد أبناء العرافة، رحمهم الله جميعا وغفر لهم.
تم إنشاء المحاكم المختلطة في مصر بناء على اتفاق بين مصر والدول التي كانت لرعاياها امتيازات تفوق امتيازات المواطن المصري.
وذلك للفصل في المنازعات التي تنشأ بين المصريين والأجانب.
أو بين الأجانب مختلفي الجنسية؛ حيث أرادت الدولة المصرية أن تخفف من استبداد نظام الامتيازات الذي كان يتمتع به الأجنبي.
كان الإمام فيصل عين مهنا الصالح أميرا على بريدة ثم عزله عن الإمارة، وفي هذه السنة ثار مهنا الصالح على آل عليان أمراء بريدة، واغتصب منهم الإمارة وأجلاهم إلى عنيزة، ولكن مهنا لم يلبث أن قتله آل عليان، ولكن أنصار مهنا وابنه حسن قتلوا القتلة من آل عليان وتولى حسن إمارة بريدة بعد والده.
لم تنته الفتنة بين أبناء فيصل بموت سعود، بل استمرت إلى أبعد من ذلك؛ ففي عام 1291 هـ تولى عبد الرحمن بن فيصل إمامة نجد بعد وفاة أخيه سعود، ومضى في حكمه على أتم وجه حوالي السنة، وبعدها اضطربت الأوضاع بالنسبة لعبد الرحمن؛ إذ جاء أخوه عبد الله الإمام الشرعي ومعه أخوه محمد من بادية العجمان -حيث كانا لاجئين سياسيين هناك- إلى الرياض ومعهما قوات من بدو عتيبة ومن حضر الوشم، والتقيا بقوات عبد الرحمن الذي رفض التنازل لأخيه الكبير في بلدة ثرمدا، ونشبت الحرب بين الطرفين لم يصل أحدهما إلى نصر حاسم، فتفاوضا ونتج عن هذا التفاوض صلح مؤقت تمركزت فيه قوات عبد الله في الشمال، وظلت قوات عبد الرحمن تسيطر على الرياض والجنوب.
أما بالنسبة لأولاد سعود فقد وقفوا بجانب عمهم عبد الرحمن؛ لأنه كان يؤيد والدهم سعودا في آخر أيامه، ومع هذا فلم يهدأ الوضع المتأزم؛ إذ ثار أبناء سعود ضد عمهم عبد الرحمن وأخذوا يطالبونه بالحكم، وانقلبوا عليه بعد أن كانوا يؤيدونه.
ولم يستطع عبد الرحمن الصمود أمام ثورتهم، بل اضطر تحت ضغطهم أن يخرج من الرياض ويلتجئ عند أخيه عبد الله في بادية عتيبة، وعاهده أن يتعاون معه ضد أولاد سعود!! وهكذا انعكس الوضع السياسي في نجد، فأصبح الحكم بيد أولاد سعود بدلا من عميهم الشرعيين، وكان لا بد للعمين أن يقاوما أولاد أخيهما حتى يستردا السلطة، فجمع عبد الله قوات اتجهت من الشمال نحو الرياض، إلا أن أولاد سعود لما رأوا تصميم عميهم على الحرب، وضعف قوتهم، تركوا الرياض واتجهوا إلى مركزهم الأول الخرج، وهكذا استطاع عبد الله وأخوه دخول الرياض بدون قتال عام 1293ه / 1876م.
تولى الخديوي إسماعيل الحكم، وكانت الحركة الاستعمارية في عنفوانها، فخاف أن يقع السودان فريسة احتلال أوروبي، فوضع خطة واسعة المدى لاستكشاف منابع النيل وحماية الوطن السوداني، ولكنه ارتكب خطأ فادحا؛ إذ عين رجلا إنجليزيا هو السير «صمويل بيكر» حاكما عاما على السودان؛ ذلك لأن صمويل بيكر هذا كان شخصية استعمارية صليبية شديدة الحقد على المسلمين، اتبع سياسة خبيثة ترمي لهدفين: الأول هو اقتطاع منطقة منابع النيل وجعلها مستعمرة إنجليزية، والثاني الإساءة إلى أهل السودان وتأليبهم على المصريين؛ وذلك للحد من انتشار الإسلام في جنوب السودان بعدما أصبح الشمال كله مسلما خالصا، بعد انتهاء ولاية صمويل بيكر خلفه رجل لا يقل حقدا وصليبية هو «تشارل جورج جوردون».
سار جوردون على نفس السياسة؛ مما أدى لظهور الحركة المهدية بقيادة محمد بن عبد الله المهدي، وذلك سنة 1293هـ، وبدأت الثورة المهدية تكسب أنصارا يوما بعد يوم حتى قويت شوكتها وبدأت في العمل والكفاح المسلح، وفي هذه الفترة احتلت إنجلترا مصر سنة 1299هـ فازدادت الحركة المهدية قوة، خاصة بعدما طلب الإنجليز من الجيش المصري الخروج من السودان سنة 1301هـ، وحقق المهديون عدة انتصارات باهرة حتى دانت لهم معظم الولايات السودانية.
يرجع تأسيس إمارة آل رشيد في جبل شمر إلى عبد الله بن علي بن رشيد، الذي كان صديقا حميما لفيصل بن تركي؛ حيث قام بدور كبير في استعادة فيصل للحكم بعد مقتل والده تركي، فكافأه بأن عينه عام 1251 ه أميرا على حائل وجبل شمر، على أن يكون الحكم فيها وراثيا في أسرته من بعده، مستقلا إداريا تحت حكم آل سعود.
حكم عبد الله بن رشيد 12 سنة، واستمر حكم أسرته لجبل شمر 90 سنة، وقد قام آل رشيد بدور خطير في أحداث نجد خلال فترة الحرب بين أبناء فيصل بن تركي، خاصة أثناء حكم محمد بن عبد الله بن رشيد، الذي حكم 25 سنة، وهو من أشهر أمراء حائل من آل رشيد، وتوسعت إمارة ابن رشيد في عهده فشملت الجوف، وتدخل في شؤون القصيم مستغلا الخلاف بين أمرائها من جهة، وتدخل عبد الله بن فيصل من جهة أخرى، لصالحه، حتى تمكن من السيطرة على القصيم والمجمعة وسدير، وأخيرا دخل الرياض واحتلها بحجة مساعدة الإمام الشرعي عبد الله بن فيصل زوج أخته.
قامت ثورة البلغار في نفس الوقت الذي قام فيه نصارى البوسنة والهرسك بثورتهم بدعم من النمسا والدول الأوروبية وخاصة روسيا، فقد تأسست جمعيات في بلاد البلغار؛ لنشر النفوذ الروسي بين النصارى الأرثوذكس والصقالبة، وكانت تدعمها روسيا وتمدها بالسلاح، وتبذل هذه الجمعيات بدورها جهدها لإثارة سكان الصرب والبوسنة والهرسك، وتحرضهم على الثورة ضد العثمانيين.
وعندما أنزلت الدولة العثمانية بعض الأسر الشركسية احتج البلغار على ذلك، فقاموا بثورة وساعدتهم روسيا والنمسا بالسلاح والأموال، فتمكنت الدولة العثمانية من القضاء على الثورة، فأخذت الدول الأوروبية تثير الشائعات عن المجازر التي ارتكبها العثمانيون ضد النصارى، والعكس هو الصحيح، وبهذه الشائعات أثير الرأي العام الأوروبي ضد الدولة العثمانية، وطالبت الحكومات الأوروبية باتخاذ إجراءات صارمة ضد العثمانيين، ومنها حصول البلغار على استقلال ذاتي، وتعيين حاكم نصراني لهم، وقام الروس والألمان والنمساويون بدفع الصرب والجبل الأسود للقيام بحرب ضد العثمانيين، وكانت روسيا ترغب في توسيع حدودها من جهة بلغاريا، والنمسا تريد توسعة حدودها من جهة البوسنة والهرسك، ووعدت هذه الدول أمير الصرب والجبل الأسود بالدعم.
وشرع الجنود الروس بالتدفق سرا على بلاد الصرب، والجبل الأسود، وتمكنت الدولة العثمانية من الانتصار على الصرب وحلفائهم، فتدخلت الدول الأوروبية وطلبت وقف القتال، وإلا فالحرب الواسعة، واجتمع مندوبو الدول الأوروبية في استانبول وقدموا اقتراحات للدولة، من أهمها: تقسيم بلاد البلغار إلى ولايتين، ويكون ولاتها من النصارى، وأن تشكل لجنة دولية لتنفيذ القرارات، وأن تعطى هذه الامتيازات لإماراتي البوسنة والهرسك أيضا، وأن تتنازل الدولة عن بعض الأراضي للصرب والجبل الأسود.
ولكن الدولة العثمانية رفضت هذه القرارات، وعقدت صلحا منفردا مع الصرب سحبت نتيجته جيوشها من بلاد الصرب، وأن يرفع العلم العثماني والصربي دليلا على السيادة العثمانية.
وطالب البعض -مثل جلادستون زعيم المعارضة في البرلمان الإنجليزي- بطرد الدولة العثمانية من أوربا بحرب صليبية عامة، لقد أدرك السلطان عبد الحميد الثاني لاحقا أن هدف الدول الغربية من هذه الإثارة هو السعي لإسقاط الدولة العثمانية.
ظن السلطان عبد العزيز بن محمود الثاني أنه إذا تقرب إلى الروس فإن ذلك سيؤثر على الدول الأوربية الغربية لتقديم تساهلات أكثر للدولة العثمانية، فخافت الدول الأوربية فأشاعت عنه التبذير والإسراف، وتولى رئيس مجلس الشورى أحمد مدحت باشا فكرة عزله، كما تواطأ معه شيخ الإسلام حسن خير الله أفندي -المنتمي لحركة تركيا الفتاة- فأصدر فتوى شرعية تفيد بعزله, فعزل السلطان عبد العزيز في هذا العام بعد أن أمضى في الحكم ست عشرة سنة وأربعة أشهر كان يسعى خلالها إلى تقوية الدولة، ثم قتل بعد ذلك وأشيع أنه انتحر، وتولى الخلافة بعده ابن أخيه مراد الخامس بن عبد المجيد في اليوم السابع من هذا الشهر في هذه السنة.
لم يلبث السلطان مراد الخامس بن عبد المجيد إلا ثلاثة وتسعين يوما في الخلافة حتى قيل إن جنون السلطان ظهر للناس بشكل واضح، فكان لا بد من خلعه، وأعلن ذلك من قبل شيخ الإسلام عام 1876م وكان نص الفتوى: "إذا جن إمام المسلمين جنونا مطبقا ففات المقصود من الإمامة، فهل يصح حل الإمامة من عهدته؟ الجواب: يصح، والله أعلم.
كتبه الفقير حسن خير الله أفندي، فتم عزله في العاشر من هذا الشهر وتم تولية أخيه عبد الحميد الثاني.
اشتعلت الثورات في الهرسك بتحريض من الجبل الأسود ومن الصرب، ولكن سرعان ما استطاعت الدولة العثمانية إخماد الثورة، ولما رغب السلطان عبد الحميد الثاني في منع الدول الأوربية من التدخل، أصدر مرسوما بفصل القضاء عن السلطة التنفيذية، ويتم انتخاب القضاة عن طريق الأهالي، والمساواة في الضرائب بين المسلمين والنصارى، وكانت النمسا التي تريد ضم البوسنة والهرسك إليها عادت لتحرض السكان من جديد، فاندلعت الثورة مجددا، لكنها أخمدت أيضا، فتدخلت الدول الأوربية: النمسا، وروسيا، وألمانيا، وفرنسا، وإنكلترا، وطلبت من السلطان إجراء إصلاحات، فقام بذلك لكن سكان الهرسك رفضوها بتحريض من الدول النصرانية لهم بذلك؛ من أجل التدخل في الدولة العثمانية وشؤونها الداخلية، وكانت روسيا وألمانيا والنمسا قد شجعت الصرب والجبل الأسود على إعلان الحرب على الدولة العثمانية على أن يمدوهم بالسلاح، وبدأت القوات الروسية تتسلل سرا إلى الصرب والجبل الأسود، وأعلنت الحرب بقيادة الأمير ميلاك، وكانت المعركة في الجبل الأسود لصالحهم، أما في الصرب فقد استطاع العثمانيون أن يقمعوهم ثم قمعوا حلفاءهم أيضا، فتدخلت الدول الأوربية وفرضت إما وقف القتال وإلا فالحرب العامة.
كان رئيس الوزراء العثماني الشهير مدحت باشا قد أعلن المشروطية الأولى في أيلول عام 1876م بعد تسلم السلطان عبد الحميد الثاني الحكم مباشرة، ويعتبر مدحت باشا من أشهر الإصلاحيين العثمانيين الذين ارتبطوا بالحركة الماسونية، والذين تبنوا فكرة الإصلاح على الطريقة الأوروبية، ولقب مدحت باشا بـ "أبي الدستور" و"أبي الأحرار" وتعني المشروطية الأولى: القانون الأساسي للدولة العثمانية، أي -الدستور العثماني- وقد تضمن إنشاء الدستور الحصانة النيابية، والتشريع، والميزانية، والمحكمة العليا، ونظام اللامركزية الإدارية، وهو ينقسم إلى 12 قسما، ضم 119 مادة.
ولم يتم تنفيذ المشروطية الأولى فعليا، بل كانت جنينا "مات قبل ولادته" كما يقال، فقد أقيل أبو المشروطية مدحت باشا من منصبه في 5 شباط 1877م أي: بعد خمسة أشهر من إعلان المشروطية!
عزل السلطان عبد الحميد الثاني رئيس الوزراء مدحت باشا أبو المشروطية من منصبه، وذلك بعد خمسة أشهر من إعلان المشروطية التي لم يتم تنفيذها.
فقد أقاله السلطان عبد الحميد الثاني من منصب الصدر الأعظم لتوجهاته الغربية والماسونية, ثم حاكمه السلطان بتهمة ضلوعه في اغتيال عمه السلطان عبد العزيز.
وقعت الدول الأوربية الكبرى "بروتوكول لندن" وهو الذي يعرض على الدولة العثمانية تأمين حدودها مقابل إجرائها إصلاحات في الإيالات (الولايات) البلقانية لصالح الرعايا النصارى، لكن الدولة العثمانية رفضت شروط هذا البروتوكول، وقامت بعقد صلح منفرد مع الصرب، سحبت على إثره جيوشها من بلاد الصرب، واشترطت أن يرفع العلم العثماني بجوار العلم الصربي، كدليل على استمرار السيادة العثمانية.
انتصر الجيش العثماني بقيادة قائده أحمد مختار باشا على الجيش الروسي في معركة "زفيان" Zvin في الأناضول.
انتصر الجيش العثماني على الجيش الروسي في معركة "بلونة الثانية" في منطقة البلقان، وخسر الروس في هذه المعركة أكثر من 7300 قتيل.
وهذه المعركة إحدى معارك "حرب 93" بين روسيا والدولة العثمانية، والتي انتهت بانتصار الروس.
لقي الجيش الروسي هزيمة جديدة على أيدي الجيش العثماني، وذلك بقيادة القائد العثماني أحمد مختار باشا في معركة "كدكلر"، وحصل من السلطان العثماني "عبد الحميد الثاني" على لقب "غازي"؛ لانتصاراته المتعددة على الجيوش الروسية.
انتصر الجيش العثماني بقيادة القائد أحمد مختار باشا على الجيش الروسي في معركة "يخنيلر"، واستطاع إحراز هذا الانتصار بجيش قوامه 34 ألف جندي على الجيش الروسي المكون من 740 ألف جندي، وخسر الروس في هذه المعركة 10 آلاف قتيل.
تغلب الجيش الروسي على الجيش العثماني الذي يقوده أحمد مختار باشا في معركة "آلاجاداغ"، بعد عدة انتصارات لمختار باشا على الروس في جبهة الأناضول.
دامت المشروطية الأولى -التي أصدرها مدحت باشا في نهاية عام 1293هـ- مدة سنة وشهر و21 يوما، وقد ظل المجلس مفتوحا خلال الأشهر 12 و25 يوما الأخيرة.
وإن كان الدستور لم يعمل به أصلا؛ لأن مدحت باشا الذي أصدر الدستور عزل عن منصب الصدر الأعظم بعد إصداره للدستور بخمسة أشهر, وكان على رأس أحكام الدستور المجلس الشعبي، فعطل المجلس بقرار الحكومة الموشح بالإدارة السنية لأمد غير معلوم، وسوف يستمر هذا التعطيل مدة 31 سنة، وهي دور الإرادة الشخصية للسلطان عبد الحميد الثاني، والتي أطلق عليه معارضوه دور الاستبداد.
بدأ التعصب القومي أو بالأحرى: الدعوة إلى العصبية، تظهر بوضوح في أيام عبد الحميد الثاني، وإن كانت قد برزت قبله، ولكن بدأ تأسيس الجمعيات ذات الأهداف السياسية المشبوهة، والمرتبطة بالدول الاستعمارية، وإن كانت تحمل صفات أدبية وعلمية، وكانت مراكزها المهمة هي استانبول وبيروت، ولعب النصارى دورا كبيرا جدا في نشر هذه الجمعيات في بيروت، فظهرت جمعية العلوم والفنون تحت رعاية الإرساليات التبشيرية الأمريكية، ومن مؤسسيها بطرس البستاني، وناصيف اليازجي، وهدفت لنشر العلوم الغربية والدعاية لدول أوربا، وقام اليسوعيون بتأسيس الجمعية الشرقية بأعضاء نصارى وتدعمها الإرساليات الكاثوليكية، ثم تأسست الجمعية العلمية العربية وضمت نصارى ودروزا وعربا مسلمين، وأما في استانبول فقد ضمت الجمعيات مختلف الفئات، وإن كان معظمها من الأتراك إلا أنهم من الذين فتنوا بأوربا ويريدون تغيير الوضع، أو من اليهود وخاصة يهود الدونمة، وأشهر هذه الجمعيات جمعية تركيا الفتاة، التي تأسست في باريس ولها فروع في برلين وسلانيك واستانبول، ورئيسها أحمد رضا بك المفتون بالثورة الفرنسية، ومقالاته الداعية دائما لتقليد الغرب، وكانت هذه الجمعية تلقى ترحيبا من المحافل الماسونية، وفيها تم تنظيم الاتحاد والترقي الذي كان له الأثر الكبير في إنهاء الخلافة العثمانية، وكان من رجالها رجال في الدولة مثل مدحت باشا الذي كانت له اليد الطولى في خلع السلطان عبد العزيز ومراد الخامس، وكانوا يطالبون بوضع دستور للدولة غير الدستور الإسلامي، على نمط الأوربيين! وزاد نفوذ يهود الدونمة الذين أظهر كثير منهم الإسلام، فنسي أصلهم, وبدؤوا بالتخريب من الداخل.
هي حرب وقعت بين إمارة أفغانستان وبريطانيا بين عامي 1878م و1880م وهي فترة حكم شير علي خان الذي ينتمي لعائلة البركزاية الحرب التي شنها الراج البريطاني لغزو أفغانستان، وقد انتهت الحرب بانتصار بريطاني ثم انسحابها من أفغانستان بعد معاهدة جاندماك؛ حيث احتفظ الأفغان بالسيادة في المناطق الداخلية لبلادهم في حين تخلوا للإنجليز عن المناطق الحدودية وإدارة العلاقات الخارجية للبلاد.
وقعت روسيا اتفاقا سريا مع الأفلاق والبغدان (رومانيا) وضعت رومانيا بموجبه جميع إمكانياتها تحت تصرف روسيا، ثم قطعت روسيا العلاقات السياسية مع الدولة العثمانية، وأعلنت الحرب عليها بناء على رفض الباب العالي للائحة لندن-الباب العالي هو قصر في استانبول يقيم فيه السلاطين العثمانيون- وأخبر الباب العالي دول أوربا ثانية عما تصرفت به روسيا فلم يلق أي موقف إيجابي، وذلك عام 1294هـ رغم المعاهدة السابقة التي وقعت بعد حرب القرم، وكانت روسيا قد اخترقت حدود رومانيا وانتصرت على العثمانيين في عدة مواقع، ثم توقفت بعد المقاومة التي اعترضتها، وانقلب وضع الجيوش العثمانية من مدافعة إلى مهاجمة، وبعد تقدم بسيط عاد النصر إلى جانب الروس، واضطر القائد العثماني عثمان باشا إلى الاستسلام وهو جريح، وتوقف القتال في الجبهة الأوربية، أما في شرقي الأناضول فقد حاصر الروس عدة مدن وقلاع، ومنها قارص وباطوم، إلا أنهم اضطروا لفك الحصار عنها والتراجع، بجهود أحمد مختار باشا، وإسماعيل حقي باشا، وانتصر العثمانيون على الروس في ستة وقائع، وقد طلب الروس إمدادات فجاءتهم جيوش جرارة، ولم يتمكن العثمانيون من إرسال الإمدادات إلى الجبهة، وجاء الهجوم الروسي الثاني فتراجعت الجيوش العثمانية؛ حيث انسحب أحمد مختار باشا، وبسقوط قارص في جبهة الأناضول وسقوط بلافنا بعدها بشهر على الجبهة الأوربية استأسد الصرب فأعلنوا الحرب على الدولة العثمانية بعد لقاء بين إمبراطور روسيا وأمير الصرب، كما تابع سكان الجبل الأسود قتالهم للعثمانيين، فأصدر الباب العالي منشورا يعلن عزل أمير الصرب عن إمارته ويوضح للسكان هذه الخيانة، فلم يجد ذلك نفعا! وتقدم الروس فاحتلوا صوفيا عاصمة بلغاريا اليوم، ومنها ساروا إلى أدرنة فدخلوها وانطلقوا منها نحو استانبول، ولم يبق بينهم وبينها سوى خمسين كيلا وعندما اقتربت الجيوش الروسية من أراضي البلغار انقض النصارى على المسلمين يفتكون بهم ذبحا وقتلا، وفرت أعداد كبيرة من المسلمين متجهة نحو استانبول، وأرسل الباب العالي وفدا عسكريا من نامق باشا وسرور باشا لوقف القتال، فقابل الوفد الروسي وتوقف القتال في مطلع هذا العام، وأعلن الباب العالي عن رفع الحصار عن سواحل البحر الأسود، ولما علمت إنكلترا أن قوات روسيا أصبحت على مقربة من استانبول أمرت قطعاتها البحرية بدخول مضيق البوسفور ولو بالقوة، وقد تم ذلك وأرادت روسيا مقابل ذلك أن ترسل قوات إلى استانبول بحجة حماية النصارى، ثم اتفقت الدولتان وهدأت الأوضاع.