Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
كان يزيد بن المهلب قد سجن أيام عمر بن عبد العزيز لتأدية المظالم التي عليه، فلما علم بمرض عمر بن عبد العزيز هرب من السجن خوفا من يزيد بن عبد الملك، فلما تولى يزيد بن عبد الملك سجن آل المهلب؛ لكن يزيد بن المهلب استطاع أن يفكهم وتغلب على البصرة ثم سجن أميرها وبعث عماله إلى الأهواز وفارس، وأرسل أخاه إلى خراسان، ونزل هو واسط، ثم أرسل يزيد بن عبد الملك أخاه مسلمة لقتال ابن المهلب، ثم دارت معركة كان من نتائجها قتل يزيد بن المهلب وإخوته: حبيب ومحمد.
وكان اجتماع يزيد بن المهلب ومسلمة بن عبد الملك بن مروان ثمانية أيام من شهر صفر سنة 102هـ.
هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي، أمير المؤمنين، أمه أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، ويقال له: أشج بني مروان.
وكان يقال: الأشج والناقص أعدلا بني مروان.
فهذا هو الأشج، بويع له بالخلافة بعد ابن عمه سليمان بن عبد الملك عن عهد منه له بذلك.
ويقال: كان مولده في سنة إحدى وستين.
دخل عمر بن عبد العزيز إلى إصطبل أبيه وهو غلام، فضربه فرس فشجه، فجعل أبوه يمسح عنه الدم، ويقول: إن كنت أشج بني أمية إنك إذا لسعيد.
أول ما استبين من عمر بن عبد العزيز حرصه على العلم ورغبته في الأدب -أن أباه ولي مصر وهو حديث السن، يشك في بلوغه، فأراد إخراجه معه، فقال: يا أبه، أو غير ذلك لعله يكون أنفع لي ولك؟ ترحلني إلى المدينة فأقعد إلى فقهاء أهلها وأتأدب بآدابهم.
فوجهه إلى المدينة، فقعد مع مشايخ قريش، وتجنب شبابهم، وما زال ذلك دأبه حتى اشتهر ذكره، فلما مات أبوه أخذه عمه أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان فخلطه بولده، وقدمه على كثير منهم، وزوجه بابنته فاطمة.
ولاه الوليد ولاية المدينة، ثم جعله على الحجاز من 86 – 93هـ، ثم بويع بالخلافة بعد سليمان بوصية منه له, انتشر في عهده العدل والمساواة، ورد المظالم التي كان أسلافه من بني أمية قد ارتكبوها، وعزل جميع الولاة الظالمين ومعاقبتهم، كما أعاد العمل بالشورى، كما اهتم بالعلوم الشرعية، وأمر بتدوين الحديث النبوي.
استمرت خلافته سنتين وخمسة أشهر وأربعة أيام سار فيها بسيرة الخلفاء الراشدين, توفي عمر عن تسع وثلاثين، وقيل أربعين سنة، وكان سبب وفاته أنه سقي السم، وذلك أن بني أمية قد تبرموا وضاقوا ذرعا من سياسة عمر التي قامت على العدل، وحرمتهم من ملذاتهم وتمتعهم بميزات لا ينالها غيرهم، ورد المظالم التي كانت في أيديهم، وحال بينهم وبين ما يشتهون، فكاد له بعض بني أمية بوضع السم في شرابه، فوضع مولى له سما في شرابه، وأعطي على ذلك ألف دينار، فأخبر أنه مسموم، فقال: لقد علمت يوم سقيت السم.
ثم استدعى مولاه الذي سقاه، فقال له ويحك، ما حملك على ما صنعت؟ فقال: ألف دينار أعطيتها.
فقال: هاتها.
فأحضرها فوضعها في بيت المال، ثم قال له: اذهب حيث لا يراك أحد فتهلك.
دامت خلافة عمر بن عبد العزيز سنتين وخمسة أشهر، فلما توفي صارت الخلافة إلى يزيد بن عبد الملك بناء على الكتاب الذي كتبه سليمان أن يلي الأمر بعد عمر يزيد فصار بذلك الخليفة.
انتصر الجيش العثماني بقيادة حسن باشا على جيش ألماني ضخم مكون من مائة ألف جندي، وقد حاز على غالبية مهمات الجيش الألماني الذي كان يحاصر العثمانيين لمدة 69 يوما في "قانيجة" القريبة من يوغسلافيا حاليا، ويعد هذا الانتصار من الانتصارات الكبرى التي حققها العثمانيون رغم قلة عدد جيشهم!
قامت ثورة الخيالة العثمانيين الذين يسمون بالسباه في إستانبول مطالبين بالتعويضات عما لحق بإقطاعاتهم من أضرار بسبب فتنة الفراريين، ولم يكن بإمكان الدولة أن تعطيهم عوضها لعجزها، فاستعانت عليهم بالانكشارية فقضت على ثورتهم بعد أن أفسدوا ونهبوا حتى المساجد وغيرها مما وصلت أيديهم إليه!
بدأ النفوذ الإنكليزي يظهر في منطقة الخليج العربي؛ حيث استمالت إنكلترا إليها الشاه عباس الصفوي شاه إيران ليقف معها ضد العثمانيين والبرتغاليين، وقد منح الشاه إنكلترا امتيازات واسعة في التجارة وساعدته هي على مد نفوذه في الخليج، حتى استطاعت قواته من احتلال جزيرة أوال (البحرين) في هذا العام، بعد أن كانت تحت السيطرة العثمانية من عام 957 الذين طردوا البرتغاليين منها.
لما بايع أهل مراكش أبا فارس بن أحمد المنصور الذهبي السعدي، عزم أخوه زيدان على النهوض إليه، فخرج من فاس يؤم بلاد الحوز، واتصل الخبر بأبي فارس فجهز لقتال أخيه زيدان جيشا كثيفا وأمر عليهم ولده عبد الملك، فقيل له: إن زيدان رجل شجاع عارف بمكايد الحرب وخدعه، وولدك عبد الملك لا يقدر على مقاومته، فلو سرحت أخاك محمد الشيخ المأمون لقتاله كان أقرب للرأي؛ لأن أهل الغرب لا يقاتلونه؛ لأنه كان خليفة عليهم مدة، فهم آنس به من زيدان، فأطلق أبو فارس أخاه المأمون من السجن وأخذ عليه العهود والمواثيق على النصح والطاعة وعدم شق العصا، ثم سرحه في ستمائة من جيش المتفرقة الذين كان المنصور جمعهم ليبعث بهم إلى كاغو من أعمال السودان، وقال له ولأصحابه: جدوا السير الليلة؛ كي تصبحوا بمحلة جؤذر على وادي أم الربيع، فلما انتهى الشيخ إلى محلة جؤذر وعلم الناس به هرعوا إليه واستبشروا بمقدمه، ثم كانت الملاقاة بينه وبين السلطان زيدان بموضع يقال له حواتة عند أم الربيع، ففر عن زيدان أكثر جيشه إلى المأمون وحنوا إلى سالف عهده وقديم صحبته، فانهزم زيدان لذلك، ورجع أدراجه إلى فاس فتحصن بها، وكان أبو فارس قد تقدم إلى أصحابه في القبض على الشيخ متى وقعت الهزيمة على زيدان، فلما فر زيدان انعزل الشيخ فيمن انضم إليه من جيش أهل الغرب وامتنع على أصحاب أبي فارس فلم يقدروا منه على شيء، وانتعش أمره واشتدت شوكته، ثم سار إلى فاس يقفو أثر السلطان زيدان، ولما اتصل بزيدان خبر مجيئه إليه راود أهل فاس على القيام معه في الحصار والذب عنه والوفاء بطاعته التي هي مقتضى بيعتهم التي أعطوا بها صفقتهم عن رضا منهم، فامتنعوا عليه وقلبوا له ظهر المجن، وأعلنوا بنصر الشيخ المأمون وبيعته لقديم صحبتهم له، ولما آيس زيدان من نصرهم وقد أرهقه الشيخ المأمون في جموعه، خرج من فاس بحشمه وثقله ناجيا بنفسه وتبعه جمع عظيم من أصحاب الشيخ فلم يقدروا منه على شيء، وذهب إلى تلمسان فأقام بها، وأما الشيخ فإنه لما وصل إلى فاس تلقاه أهلها ذكورا وإناثا وأظهروا الفرح بمقدمه، فدخلها ودعا لنفسه فأجيب واستبد بملكها، ثم أمر جيش أهل مراكش أن يرجعوا إلى بلادهم، فانقلبوا إلى صاحبهم مخفقين.
هو السلطان أبو العباس المنصور أحمد، المعروف بالذهبي ابن أبي عبد الله محمد الشيخ المهدي بن محمد القائم بأمر الله الزيداني الحسني السعدي، واسطة عقد الملوك الأشراف السعديين، وأحد ملوك المغرب الأقصى العظام.
كانت ولادته بفاس سنة 956, وأمه الحرة مسعودة بنت الشيخ الأجل أبي العباس أحمد بن عبد الله الوزكيتي، وكانت من الصالحات الخيرات, وكان أبوه المهدي ينبه على أن ابنه أحمد واسطة عقد أولاده.
نشأ المنصور في عفاف وصيانة وتعاط للعلم ومثافنة لأهله عليه، وكانت مخايل الخلافة لائحة عليه إلى أن تم أمره.
كان طويل القامة ممتلئ الخدين واسع المنكبين، تعلوه صفرة رقيقة، أسود الشعر أدعج أكحل ضيق البلج، براق الثنايا، حسن الشكل جميل الوجه، ظريف المنزع لطيف الشمائل.
بويع له بالحكم بعد وفاة أخيه عبد الملك في معركة وادي المخازن 986.
قال الفشتالي: "لما كانت وقعة وادي المخازن ونصر الله دينه وكبت الكفر وأهله واستوسق الأمر للمنصور، كتب إلى صاحب القسطنطينية العظمى، وهو يومئذ السلطان مراد الثالث بن سليم الثاني، وإلى سائر ممالك الإسلام المجاورين للمغرب يعرفهم بما أنعم الله به عليه من إظهار الدين وهلاك عبدة الصليب واستئصال شأفتهم، فوردت عليه الأرسال من سائر الأقطار مهنئين له بما فتح الله على يده، وكان أول من وفد عليه رسول صاحب الجزائر ثم تلته أرسال طاغية البرتغال، وهو الريكي القائم بأمرهم" واستمر أحمد المنصور على منهج أخيه في بناء المؤسسات، واقتناء ما وصلت إليه الكشوفات العلمية، وتطوير الإدارة والقضاء والجيش، وترتيب الأقاليم وتنظيمها، وكان أحمد المنصور يتابع وزراءه وكبار موظفيه ويحاسبهم على عدم المحافظة على أوقات العمل الرسمية، أو التأخير في الرد على المراسلات الإدارية والسياسية، وأحدث حروفا لرموز خاصة بكتابة المراسلات السرية؛ حتى لا يعرف فحواها إذا وقعت في يد عدو.
توفي المنصور في الدار البيضاء خارج فاس فدفن فيها، ثم نقل إلى مراكش، ثم خلفه بعده ابنه زيدان الذي استخلفه والده المنصور بعد أن أيس من صلاح ابنه الكبير محمد الشيخ المأمون.
لما توفي المنصور أحمد الذهبي السعدي وفرغ الناس من دفنه، اجتمع أهل الحل والعقد من أعيان فاس وكبرائها والجمهور من جيش المنصور على بيعة ولده زيدان، وقالوا إن المنصور استخلفه في حياته ومات في حجره، وكان ممن تصدى لذلك القاضيان قاضي الجماعة بفاس أبو القاسم بن أبي النعيم، والقاضي أبو الحسن علي بن عمران السلاسي, وكان زيدان لما توفي والده كتم موته وبعث جماعة للقبض على أخيه محمد الشيخ المأمون المسجون بمكناسة، فمنعهم من ذلك الباشا جؤذر كبير جيش الأندلس، وحمل محمد الشيخ موثقا إلى مراكش حتى دفع إلى أخيه أبي فارس، وكان شقيقا له فلم يزل مسجونا عنده إلى أن أخرجه أبو فارس ليقاتل به أخاهما زيدان، وقيل: إن زيدان لما اشتغل بدفن والده احتال القائد أبو العباس أحمد بن منصور العلج، فذهب بنصف المحلة إلى مراكش نازعا طاعته عن زيدان إلى أبي فارس، ومر في طريقه بمكناسة فأخرج محمد الشيخ من اعتقاله واحتمله معه إلى أبي فارس، فسجنه فلم يزل مسجونا عنده.
كان المنصور أحمد السعيدي قد فرق عمالات المغرب على أولاده، فاستعمل محمد الشيخ المأمون على فاس والغرب وولاه ولاية العهد من بعده، واستعمل زيدان على تادلا وأعمالها، واستخلفه عند نهوضه إلى فاس؛ للقضاء على ثورة ابنه الشيخ المأمون، وعين ابنه أبي فارس على مراكش وأعمالها, فلما بلغ أهل مراكش وفاة المنصور وكتب إليهم أهل فاس بمبايعتهم لزيدان، امتنعوا وبايعوا أبا فارس لكونه خليفة أبيه بدار ملكه التي هي مراكش، ولأن جل الخاصة من حاشية أبيه كان يميل إلى أبي فارس؛ لأن زيدان كان منتبذا عنهم بتادلا سائر أيام أبيه، فلم يكن لهم به كثير إلمام ولا مزيد استئناس، مع أنه كان جديرا بالأمر؛ لعلمه وأدبه وكمال مروءته, فلما شق أهل مراكش العصا على زيدان صدرت فتوى من قاضي فاس ابن أبي النعيم ومفتيها أبي عبد الله القصار تتضمن التصريح بحديث (إذا بويع خليفتان فاقتلوا الآخر منهما) وكانت بيعة أبي فارس بمراكش يوم الجمعة أواخر ربيع الأول من هذه السنة، وهو شقيق الشيخ المأمون، أمهما أم ولد اسمها الجوهر، ويقال الخيزران.
واسم أبي فارس هذا عبد الله وتلقب بالواثق بالله، وكان أكولا عظيم البطن مصابا بمس الجن.
بدأت الحرب العثمانية الإيرانية بعد فترة من الصلح دامت 13 عاما، وكان هدف الصفويين هو استرداد المدن والأماكن التي استولى عليها العثمانيون، مثل تبريز وأذربيجان.
هو السلطان محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن يزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان بن الغازي عثمان، السلطان العثماني الثالث عشر من سلاطين العثمانيين، ولد في ذي القعدة سنة 974, وكانت والدته جارية بندقية الأصل أحبها والده فاصطفاها زوجة له.
أمره أبوه على مغنيسا في أواخر سنة 991 ودام واليا بها إلى موت والده، فجلس مكانه سنة 1003, وقد افتري عليه أنه بدأ حكمه بقتل تسعة عشر أخا من إخوته الذكور.
كان السلطان في بداية حكمه قد ترك إدارة الدولة لوزرائه, فأثر هذا في قوة الدولة فضعفت داخليا وتعرضت لعدة هزائم من خصومها في الخارج، فنصحه عدد من العلماء بقيادة جيوش الدولة، فتولى قيادة غالب معاركها فدب في جيشه الحمية والغيرة، ففتح قلعة أراو الصعبة التي عجز جده السلطان سليمان القانوني عن فتحها على الرغم من قوته وقوة دولته في حينها، كما قابل قوات السلطان محمد الثالث التحالف النمساوي المجري المعادي للدولة العثمانية في معركة كرزت، فحطمها ودمرها.
حدث في عهده تمردان؛ الأول: ثورة الفرارين، وهم الذين فروا أثناء معركة كرزت، فأمر السلطان بنفيهم إلى الأناضول فتمردوا على الدولة أكثر من مرة, والثورة الأخرى: ثورة الخيالة (السباه) في إستانبول، ثاروا بسبب عجز الدولة عن تعويضهم عما فقدوه من ريع أملاكهم أثناء ثورة الفرارين في الأناضول.
كان السلطان محمد الثالث سلطانا وقورا وجيها مهيبا صالحا عابدا سخيا، مخلصا عدلا.
وله من الأولاد الذكور سليم خان مات في رمضان سنة 1005 ومحمود خان قتله أبوه في ذي الحجة سنة 1011 وأحمد خان وارثه، بعد أن أخمد الحركات التمردية، والثورات العنيفة، وقاد الجيوش بنفسه، وكانت وفاته في نهار الأحد الثامن عشر من رجب من هذه السنة، ومدة حكمه تسع سنين وشهران ويومان، وله من العمر ثمان وثلاثون سنة، وتولى بعده ابنه أحمد الأول الذي تولى الحكم وعمره 14 سنة ولم يجلس أحد قبله من سلاطين العثمانيين في هذه السن على العرش، ثم أبقى أخاه مصطفى محجوزا مع الجواري والخدم بدل قتله.
عين السلطان أحمد لالا محمد باشا صدرا أعظم خليفة للصدر الأعظم يمشجي حسن باشا، حيث كان سردارا عاما للجيوش التي جاهدت في النمسا، وهو من خيرة قواد الجيوش، فاهتم بتقوية الجيوش العثمانية وحاصر قلعة استراغون وفتحها، كما حارب إمارات الأفلاق والبغدان والأردل، وعقد صلحا معهم، ولما مات لالا باشا خلفه قبوجي مراد باشا صدرا أعظم، وكان قائدا لإحدى فرق الجيش، وقد نجحت الجيوش العثمانية في هزيمة النمسا واسترداد القلاع الحصينة من مدن يانق واستراغون وبلغراد وغيرها، كما نجحت الجيوش العثمانية في جهادها بالمجر وهزمت النمسا هناك، ونجم عن ذلك قبول النمسا بطلب الصلح ودفع جزية للدولة العثمانية مقدارها مائتا ألف دوكة من الذهب، وبقيت بلاد المجر بموجب هذه المعاهدة تابعة للدولة العثمانية.
جددت الدولة العثمانية امتيازات فرنسا وإنجلترا، على مثلها، كما جددت الاتفاقية مع بولونيا- بولندا- بحيث تمنع الدولة تتار القرم من التعدي على بولونيا، وتمنع بولونيا القوزاق من التعدي على الدولة العثمانية، وتحصلت هولندا على امتيازات واستغلت ذلك في نشر الدخان داخل ديار الإسلام، وبدأ تعاطيه من قبل الجنود، فأصدر المفتي فتوى بمنعه فهاج الجند وأيدهم الموظفون، فاضطر العلماء إلى السكوت عنه، وهكذا أصبح الجند ينقادون خلف شهواتهم ويعترضون على العلماء.
هو السلطان المؤيد المظفر أبو الفتح جلال الدين محمد أكبر بن همايون بن بابر التيموري الكوركاني، أكبر ملوك الهند وأشهرهم في الذكر، ولد في قلعة أمركوث من أرض السند في ثاني ربيع الأول سنة 949هـ من "حميده بانو".
حين انهزم والده همايون من شير شاه، ثم رجع بعد بضعة سنين فافتتح قندهار وكابل وأكثر بلاد الهند، فلما مات همايون جلس ولده جلال الدين على سريره تحت وصاية الوزير بيرم خان؛ لأن سنه حينئذ نحو ثلاث عشرة سنة، ولما بلغ أكبر أشده استقل بالملك، وسافر إلى الحرمين الشريفين، ثم افتتح أمره بالعدل والسخاء، وقرب إليه أهل العلم والصلاح، وكان يستمع الحديث، وبنى مساجد وزوايا له، وبنى مدينة بأرضه وجعلها عاصمة بلاد الهند، وبنى بها قصرا وسماه (عبادت خانه) وقسمه على أربعة منازل وأمر أن يجتمع فيه علماء البراهمة والنصارى والمجوس وأهل الإسلام، فيجتمعون في ذلك القصر ويتباحثون في الخلافيات بحضرة السلطان، حتى دخل في مجلسه من أهل الشبهات والشهوات كأبي الفيض وصنوه أبي الفضل والحكيم أبي الفتح ومحمد اليزدي، فجعلهم فريقا لأهل الصلاح فدسوا في قلبه أشياء ورغبوه عن أهل الصلاح وقالوا: لا ينبغي للسلطان أن يقلد أحدا من الفقهاء المجتهدين، فانشرح صدر السلطان، وفتح أبواب الاجتهاد، فجوز متعة النساء، ونكاح المسلم بالوثنية، حتى اجترأ على الطعن والتشنيع على السلف الصالح، لا سيما الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، وأمر بإخراج المشائخ والعلماء من الهند، واجتمع لديه شرذمة من علماء الوثنيين والنصارى والمجوس ومن أحبار الهنود ومن الشيعة، وكان كل واحد منهم يجتهد أن يرغبه إلى مذهبه، وكانت تحته طائفة من الأميرات الوثنيات بنات ملوك الهند، وصار حوله من يزين له عبادة الأصنام، وتعظيم النار والشمس، فتدرج في الاجتهاد وترقى من الفروع إلى الأصول، وقال بخلق القرآن، واستحالة الوحي، والتشكيك في النبوات، وأنكر الجن، والملك، والحشر والنشر، وسائر المغيبات، وأنكر المعجزات، وجوز التناسخ، وحرم ذبح البقرة، وحط الجزية عن أهل الذمة، وأحل الخمر والميسر والمحرمات الأخر، وأمر بإيقاد النار في حرمه على طريق المجوس، وأن يعظم الشمس وقت طلوعه على طريق مشركي الهند، وقرر أن الحق دائر بين الأديان كلها، فينبغي أن يقتبس من كلها أشياء، وكان يسجد للشمس والنار في كل سنة يوم النيروز بالإعلان، وشرع ذلك من سنة خمس وعشرين الجلوسية، ورسم القشقة على جبينه يوم العيد الثامن من شهر سنبله، وربط سلكا من الجواهر عن أيدي البراهمة تبركا، وكذلك كان يفعل كل ما يفعله كفار الهند، ويستحسنه ويحرض أصحابه على ما فعله، ويحثهم على ترك التقليد، يعني به دين الإسلام، ويهجنه ويقول: إن واضعه فقراء الأعراب، وأمر أن لا يقرأ من العلوم العربية غير النجوم والحساب والطب والفلسفة، فكان هذا الدين الذي اخترعه مصدر كراهية شديدة له في نفوس أهل الإسلام، حتى انتهى الأمر بهم مرة إلى شق عصا الطاعة علنا، بل قيل: إن ابنه الأمير جهانكير ثار عليه وأخذ يدبر له المكائد خفية، فحشد جهانكير جيشا من ثلاثين ألف فارس، وقتل "أبا الفضل" مؤرخ القصر وأحب الأصدقاء إلى نفس أبيه، فحطمت قوته النفسية وتنكر له أبناؤه في أواخر أيامه، ومات الملك أكبر في سكندر آباد قريب آكره، بعد أن حكم أربعين سنة، مات بمرض الديسنتاريا، وقيل: مات مسموما بتدبير ابنه جهانكير، ولم يجد من يصلي عليه من أنصار أية عقيدة أو مذهب ممن جمعهم حوله.
وفي مطلع القرن العشرين الميلادي عملت إنجلترا على تشجيع مرزا غلام أحمد القادياني في الهند على إحياء ما دعا إليه الملك المغولي جلال الدين محمد أكبر!!
تولى السلطان أبو الفتح نور الدين محمد جهانكير خان بن جلال الدين أكبر المغولي- من سلالة تيمورلنك- الحكم في الهند، بعد وفاة والده، وفي عهده بدأت القوى الاستعمارية تتطلع إلى السيطرة على الهند تحت اسم التجارة، وقد دام حكمه ثلاثا وعشرين سنة.
هو الشيخ نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان بن محمد القاري، الهروي المكي، المعروف بملا علي القاري، من فقهاء الحنفية، ولد في هراة وسكن مكة وتوفي بها.
كان زاهدا في الدنيا، بعيدا عن الحكام ومجالسهم، معرضا عن الوظائف والأعمال، وكان شديدا عليهم، حاملا على أهل البدع والضلالات في مكة محل إقامته، قانعا بما يحصل من بيع كتبه، ويغلب على حاله الزهد والعفاف والرضا بالكفاف، وكان قليل الاختلاط بغيره.
له مصنفات عديدة، منها: الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة، الموضوعات الكبرى، وجمع الوسائل في شرح الشمائل، وشرح مسند أبي حنيفة، وشرح نخبة الفكر في مصطلحات أهل الأثر، ومرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، وشرح الشفا للقاضي عياض، وغيرها من الكتب.
توفي بمكة ودفن بمقبرة المعلاة.
تم توقيع معاهدة بين الدولتين العثمانية والنمساوية، عرفت باسم معاهدة ستفاتوروك، وانتهت بها تلك الحرب التي استمرت نحو ثلاث عشرة سنة ونصف السنة.
وبمقتضى هذه المعاهدة دفعت النمسا إلى الدولة العثمانية غرامة حرب قدرها 67000 سكة ذهبية، وألغيت الجزية التي كان يدفعها إمبراطور النمسا إلى الدولة العثمانية كل سنة، وثبتت الحدود على أساس أن لكل الأراضي الموجودة تحت سيطرته، وأن تخاطب الدولة العثمانية حاكم النمسا باعتباره إمبراطورا لا ملكا، يقف على قدم المساواة مع السلطان العثماني
دعا الشيخ المأمون ابن السلطان أحمد المنصور السعدي تجار فاس فاستسلف منهم مالا كثيرا وأظهر من الظلم وسوء السيرة وخبث السريرة ما هو شهير به، ثم تتبع قواد أبيه فنهب ذخائرهم واستصفى أموالهم وعذب من أخفى من ذلك شيئا منهم، ثم جهز جيشا لقتال أخيه أبي فارس بمراكش، وكان عدد الجيش نحو الثمانية آلاف، وأمر عليه ولده عبد الله فسار بجيوشه فوجد أبا فارس بمحلته في موضع يقال له إكلميم، ويقال في مرس الرماد، فوقعت الهزيمة على أبي فارس وقتل نحو المائة من أصحابه ونهبت محلته، وفر هو بنفسه إلى مسفيوة، ودخل عبد الله بن الشيخ مراكش فأباحها لجيشه، فنهبت دورها واستبيحت محارمها واشتغل هو بالفساد، ومن يشابه أباه فما ظلم!! حتى حكي أنه زنى بجواري جده المنصور واستمتع بحظاياه، وأكل في شهر رمضان وشرب الخمر فيه جهارا، وعكف على اللذات، وألقى جلباب الحياء عن وجهه، وكان دخوله مراكش في العشرين من شعبان من هذه السنة.
أصدرت الحكومة الأسبانية مرسوما يقضي بترحيل المسلمين من إسبانيا ترحيلا نهائيا.
لما دخل عبد الله بن الشيخ المأمون السعدي مراكش واستولى عليها فعل فيها أعظم من فعلته الأولى بفاس، فهربت شرذمة من أهل مراكش إلى جبل جيليز واجتمع هنالك منهم عصابة من أهل النجدة والحمية، واتفق رأيهم على أن يقدموا للخلافة محمد بن عبد المؤمن ابن السلطان محمد الشيخ، وكان رجلا خيرا دينا صينا وقورا, ومن أحفاد السلطان محمد الشيخ المهدي السعدي، فبايعه أهل مراكش هنالك والتفوا عليه، فخرج عبد الله بن الشيخ لقتال من بجبل جيليز والقبض على أميرهم ابن عبد المؤمن، ولما التقى الجمعان انهزم عبد الله وولى أصحابه الأدبار فخرج من مراكش مهزوما سادس شوال من هذه السنة، وترك محلته وعدته وجل جيشه، وأخذ على طريق تامسنا، وامتحن أصحابه في ذهابهم حتى كان مد القمح عندهم بثلاثين أوقية والخبزة من نصف رطل بربع مثقال، ولم يزل أصحابه ينتهبون ما مروا عليه من الخيام والعمود ويسبون البنات إلى أن وصلوا إلى فاس في الرابع والعشرين من شوال، وأما محمد بن عبد المؤمن فإنه لما دخل مراكش واستولى عليها صفح عن الذين تخلفوا بها من أهل المغرب من جيش عبد الله بن الشيخ، وأعطاهم الراتب فلم يعجب ذلك أهل مراكش ونقموا عليه إبقاءه عليهم، وكانوا نحو الألف ونصف فكتبوا سرا إلى السلطان زيدان بالجبل فأتاهم وخيم نازلا بظاهر البلد فخرج محمد بن عبد المؤمن إلى لقائه فانهزم ابن عبد المؤمن ودخل السلطان زيدان مراكش واستولى عليها وصفح هو أيضا عن الفئة المتخلفة عن عبد الله بن الشيخ!!
كان محمد الشيخ المأمون بن أحمد المنصور الذهبي السعدي ما يزال على قبح السيرة والإساءة إلى الخاصة والعامة، حتى ملته النفوس ورفضته القلوب وضاق أهل فاس بشؤمه ذرعا، وكان قد بعث ابنه عبد الله مرة ثالثة إلى حرب أخيه السلطان زيدان بمراكش وأعمالها، فخرج عبد الله من فاس آخر ذي الحجة سنة 1016 فالتقى الجمعان بوادي بوركراك، فكانت الهزيمة على عبد الله وفر في رهط من أصحابه وترك محلته بما فيها بيد السلطان زيدان، فاستولى عليها وانضم إليه جيش عبد الله من أهل فاس وغيرهم ميلا إليه ورغبة في صحبته، فعفا عنهم وتألفهم، واستفحل أمر السلطان زيدان وتكلم به أهل فاس وسائر بلاد الغرب، واتصل الخبر بالشيخ المأمون، وعرف أن قلوب الناس عليه فخاف الفضيحة وأصبح غاديا في أهله وحشمه إلى ناحية العرائش مستصرخا بالطاغية الإصبنيول في الأندلس على السلطان زيدان، وحمل معه أمه الخيزران وبعض عياله وجماعة من قواده وبطانته، وذلك في ذي القعدة سنة 1017، لكن الطاغية لم يمده بشيء, وانتهى مصطفى باشا قائد زيدان إلى القصر الكبير فقبض على من وجد به من أصحاب الشيخ، وفر عبد الله وأبو فارس فنزلا بموضع يقال له سطح بني وارتين، فبلغ خبرهما إلى السلطان زيدان، فجاء حتى نزل قبالتهما بموضع يقال له آرورات، ففر من كان معهما إلى السلطان زيدان، ولما بقيا أوحش من وتد بقاع، فرا إلى دار اليهودي ابن مشعل من بلاد بني يزناسن فأقاما بها.
فخر الدين المعني الثاني هو حفيد فخر الدين المعني الأول، الدرزي الأصل الذي قاتل مع السلطان سليم، فتولى بذلك لبنان والجبال المحيطة به، ولما تولى هذا الحفيد السلطة في لبنان عام 999هـ وكان درزيا وصوليا كبيرا واستطاع أن يجمع المعادين للإسلام من نصارى ونصيرية ودروز، وأمثالهم، حتى تمكن من جبال لبنان، والسواحل وفلسطين، وأجزاء من سورية، ولما قوي أمره فاوض الطليان فدعموه بالمال وبنى القلاع والحصون، وكون لنفسه جيشا زاد على الأربعين ألفا، ثم أعلن الخروج على الدولة العثمانية عام 1022هـ غير أنه هزم وفر إلى إيطاليا، وكان قد تلقى الدعم من إمارة فلورنسا الإيطالية، ومن البابا، ورهبان جزيرة مالطة (فرسان القديس يوحنا)، وقد عاد فخر الدين إلى لبنان بعد أن أصدر السلطان فرمانا بالعفو عنه واندفع لتغريب البلاد، ثم أعلن التمرد من جديد مستغلا الحرب العثمانية الصفوية الشيعية، ولكنه فشل وأسر وسيق إلى إستانبول، ثم اندلعت الثورة عام 1045هـ ولكنه هذه المرة أسر وشنق، وفشلت الحركة المسلحة التي قادها ابن أخيه ملحم للأخذ بثأره.
هو السلطان أبو فارس عبد الله بن المنصور أحمد السعدي، بويع بمراكش بعد وفاة والده، ثم بعث أخاه محمد الشيخ المأمون لقتال أخيهما السلطان زيدان، فلما انتصر عليه نكث محمد الشيخ عهده مع أخيه أبي فارس واستبد عليه، ثم بعث إليه ابنه عبد الله فهزم عمه أبا فارس إلى مسفيوة ثم منها إلى السوس، فأقام عند حاجب أبيه عبد العزيز بن سعيد الوزكيتي، ثم لما بالغ زيدان في طلبه فر إلى أخيه الشيخ المأمون فلم يزل مع ابنه عبد الله بن الشيخ إلى أن قتل مصطفى باشا ودخل عبد الله فاس، فاستولى عليها فاتفق رأي قواد شراكة على قتل عبد الله وتولية عمه أبي فارس، فبلغ ذلك عبد الله فدخل على عمه أبي فارس ليلا مع حاجبه حمو بن عمر فوجده على سجادته وجواريه حوله فأخرجهن وأمر بعمه فخنق وهو يضرب برجليه إلى أن مات.
استولى النصارى الأسبان على العرائش، وذلك بعد إخراجهم للمسلمين منها باتفاق مع حاكمها الشيخ المأمون ابن المنصور السعدي، الذي استعان بهم على أخيه السلطان زيدان، فاشترطوا عليه وقتها إعطاءهم العرائش وإخلاءها من سكانها، ففعل- خذله الله- ولما خرج منها المسلمون أقام بها القائد الكرني إلى أن دخلها النصارى واستولوا عليها في رابع رمضان من هذه السنة، ووقع في قلوب المسلمين من الامتعاض لأخذ العرائش أمر عظيم، وأنكروا ذلك أشد الإنكار، وقام الشريف أبو العباس أحمد بن إدريس العمراني ودار على مجالس العلم بفاس، ونادى بالجهاد والخروج لإغاثة المسلمين بالعرائش، فانضاف إليه أقوام وعزموا على التوجه لذلك، ففت في عضدهم قائدهم حمو المعروف بأبي دبيرة وصرف وجوههم عما قصدوه في حكاية طويلة، وكان الشيخ المأمون لما خاف الفضيحة وإنكار الخاصة والعامة عليه إعطاءه بلدا من بلاد الإسلام للكفار، احتال في ذلك وكتب سؤالا إلى علماء فاس وغيرها يذكر لهم فيه أنه لما وغل في بلاد العدو الكافر واقتحمها كرها بأولاده وحشمه، منعه النصارى من الخروج من بلادهم حتى يعطيهم ثغر العرائش وأنهم ما تركوه خرج بنفسه حتى ترك لهم أولاده رهنا على ذلك، فهل يجوز له أن يفدي أولاده من أيدي الكفار بهذا الثغر أم لا؟ فأجابوه: بأن فداء المسلمين سيما أولاد أمير المؤمنين سيما أولاد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم من يد العدو الكافر بإعطاء بلد من بلاد الإسلام له- جائز، وإنا موافقون على ذلك، ووقع هذا الاستفتاء بعد أن وقع ما وقع، وما أجاب من أجاب من العلماء عن ذلك إلا خوفا على نفسه، وقد فر جماعة من تلك الفتوى، كالإمام أبي عبد الله محمد الجنان صاحب الطرر على المختصر، وكالإمام أبي العباس أحمد المقري التلمساني مؤلف نفح الطيب، فاختفيا مدة استبراء لدينهما حتى صدرت الفتوى من غيرهما، وبسبب هذه الفتوى أيضا فر جماعة من علماء فاس إلى البادية، كالشيخ أبي علي الحسن الزياتي شارح جمل ابن المجراد، والحافظ أبي العباس أحمد بن يوسف الفاسي، وغيرهما.
بعد أن تتالت الهزائم على الدولة العثمانية بفترة الصدر الأعظم مصطفى باشا، تم عزله وتولية مصطفى بن محمد كوبريلي مكانه، فكان كأبيه وأخيه من قبل، فسمح للنصارى في إستانبول ببناء ما تهدم من كنائسهم، وأحسن إليهم وعاقب بأشد العقاب كل من عرض لهم في إقامة شعائر دينهم، حتى استمال جميع نصارى الدولة، وكانت نتيجة معاملة النصارى الأرثوذكس بالعدل أن ثار أهالي مورة الأورام على البنادقة الكاثوليك، وطردوا جيشها من بلادهم بسبب اضطهادهم وإجبارهم على المذهب الكاثوليكي، ودخلوا في حماية الدولة العثمانية مختارين طائعين؛ لعدم تعرضها لديانتهم مطلقا، ثم اتجه مصطفى كوبريلي نحو النمسا، فاستعاد بعض المواقع التي أخذت مثل بلغراد، كما أخضع القائد القرمي سليم كراي ثوار الصرب، وفي الوقت نفسه أعاد تيكلي المجري إقليم ترانسلفانيا إلى الدولة العثمانية، وبهذا استعاد العثمانيون شيئا من هيبتهم.
رفع القائد البندقي الشهير موروسيني حصاره عن جزيرة "آغري بوز" الخاضعة للحكم العثماني بعد 106 يوما من الحصار والقتال الشرس، وقتل خلال ذلك 23 ألفا من البنادقة، وقد أطلق البنادقة على القلعة 182 ألف طلقة مدفعية، لكن القلعة ظلت صامدة
تمكن الألمان من إسقاط قلعة كانيجة في أيديهم، وذلك بعد 158 سنة من سيطرة الدولة العثمانية عليها، لكن العثمانيين تمكنوا من استردادها بعد ذلك بوقت قليل.
استسلمت قلعة بنفشه للبندقية بعد مقاومة استمرت 14 شهرا، وتعد قلعة بنفشه هذه آخر قلاع الدولة العثمانية في جزيرة المورة (اليونان).
انتصر العثمانيون بقيادة جركس أحمد باشا على الجيش الألماني في معركة زرنيت، ولم ينج من الجيش الألماني المكون من 26 ألف جندي سوى 200 جندي فقط!!