فواتح الرحموت فيما حركه الريس من مسلم الثبوت

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
فواتح الرّحموت فيما حركه الريس من مسلّم الثبوت ( وقفات علمية مع نقد عبدالعزيز الريس لـ "ظاهرة الإرجاء" في مسائل الإيمان ) عادل المرشدي الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فإن مكارم الأخلاق التي بعث النبي صلى الله عليه وسلم بتكميلها هي زينة أهل الإسلام، وحلية أهل الاستقامة، وهي أصل من أصول الإسلام، وخصلة من خصال التقوى، وأكمل المؤمنين إيماناً، وأحسنهم إسلاماً هو أحسنهم أخلاقاً، وأكثرهم إحساناً.
وأهل السنة في أهل الإسلام هم أولى الناس بأخلاق المؤمنين، وأحقهم بهدي الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم في علمه، وعمله ،وشأنه كله.
وإن " الثبات الذي هو صحة العقد ، والثبات الذي هو اللجاج مشتبهان اشتباهاً لا يفرق بينهما إلا عارف بكيفية الأخلاق.
والفرق بينهما أن اللجاج هو ما كان على الباطل، أو ما فعله الفاعل نصراً لما نشب فيه وقد لاح له فساده ، أو لم يلح له صوابه ولا فساده ، وهذا مذموم وضده الإنصاف.
وأما الثبات الذي هو صحة العقد فإنما يكون على الحق ،أو على ما اعتقد المرء حقاً ،ما لم يلح له باطله وهذا محمود وضده الاضطراب ، وإنما يُلام بعض هذين لأنه ضيَّع تدبر ما ثبت عليه وترك البحث عما التزم أحق هو أم باطل " ().
وإن الأسى ليأخذ بنفس المسلم اليوم لحال كثير من المشتغلين بالعلم والدعوة والجهاد من ترك مكارم الأخلاق التي لا تزكو أعمالهم ولا يبارك لهم فيها إلا بإقامتها في معاملة الخلق ، وفي ترك الانتصار للنفس طمعاً في تكميل نقص فروض الكفاية من أبواب الدين فيهم.
وكم نقض كثير من المنتسبين إلى الصلاح والاستقامة حقوقاً قطعية في الشريعة عليهم لإخوانهم المسلمين بأمور ظنية لا ترقى المصلحة الموهومة فيها إلى عظيم النقص الذي أحدثوه في المصالح الشرعية القطعية حال مراعاتها.