المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (ط العصرية)
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمات:
مقدمة المحقق:
الحمد لله رب العالمين وبعد؛:
فالمكتبة العصرية التي وضعت منذ نشأتها نصب عينيها إحياء التراث العربي، وإظهاره في حلل قشيبة تساير عصر الحضارة، وتماشي حاجته، وتسهل على العالم والطالب الرجوع إلى هذا التراث والإفادة منه، قد كلفت لجنة من ذوي الاختصاص للبحث والتنقيب ووضع مخطط يتيح لها إخراج ما أنتجته قرائح علمائنا الأبرار على مر التاريخ ومختلف الحقب.
ولما كان هذا النتاج من أهم الأعمال في عالم الفكر الإنساني وأوسعها، ومن غير الممكن إخراجها كما تريد المكتبة العربية الحديثة، فقد أخرجت المكتبة العصرية ضمن المخطط المدروس كتبا أعجبت وراقت.
ولا بد أن تقف المكتبة العصرية أمام هذا البناء الشاهق الذي بناه علماء هذه الأمة في حقل المعاجم والقواميس، وتعمل على إخراجه إلى الوجوه إيمانا منها أن المعاجم من أهم ما في التراث.
ولما كان إخراج المعاجم كلها دفعة واحدة أمرا من الصعب تحصيله بدأت المكتبة العصرية ضمن مخطط مدروس تخرج هذه المعاجم، وأول ما ظهر في هذا المضمار مختار الصحاح فكان بطبعتنا الأنيقة الرائقة مثالا نحتذيه في معاجمنا التي نخرجها إن شاء الله واحدا تلو آخر.
ونثني الآن بالمصباح المنير سائرين على نفس النهج الذي سرنا في سابقه. والمصباح المنير معجم صغير في حجمه كبير في فائدته ألفه أبو العباس أحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي المتوفى سنة 770هـ/1368م.
نشأ المؤلف في الفيوم، ومهر بالعربية والفقه، ولما بنى الملك المؤيد إسماعيل جامع الدهشة قرره في خطابته فأكب على المطالعة والتأليف، وكان له مؤلفات منها ديوان الخطب،