التفسير من سنن سعيد بن منصور - محققا

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
ابن المهدي، ولُقَّب: (المبارك) ، فجهَّز المأمون لقتاله، وجرت أمور وحروب، وكان المأمون بخراسان، فسار نحو العراق، فلم يلبث علي الرِّضا أن مات في سنة ثلاث ومائتين، فكتب المأمون إلى أهل بغداد يعلمهم أنهم إنما نقموا عليه بيعته لعلي الرِّضا وقد مات، فردّوا جوابه أغلظ جواب، فسار إليهم، ثم بدأ الناس يتسللون من عهد إبراهيم بن المهدي، فعلم بذلك، فاختفى، ووصل المأمون إلى بغداد، فكلمه العباسيون في لبس السواد، فتوقف، ثم أجاب إلى ذلك (1) .
وبلغ من تشيع المأمون: أنه في سنة إحدى عشرة ومائتين أمر بأن يُنَادَى: برئت الذِّمّة ممن ذكر معاوية بخير، وإن أفضل الخلق بعد رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -: علي بن أبي طالب (2) .
وفي سنة اثنتي عشرة ومائتين أظهر القول بخلق القرآن مضافاً إلى تفضيل علي على أبي بكر وعمر رضي الله عنهم من غير سبّ لهما (3) ، فاشمأزَّت النفوس منه، وكاد البلد

(1، 2) تاريخ الخلفاء (ص 489 - 491، 492) .
(3) يقول ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (10 / 266 - 267) : (وفي ربيع الأول- يعني سنة ثنتي عشرة ومائتين- أظهر المأمون في الناس بدعتين فظيعتين، إحداهما أَطَمُّ من الأخرى، وهي: القول بخلق القرآن، والثانية: تفضيل علي بن أبي طالب على الناس بعد رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -، وقد أخطأ في كل منهما خطأ كبيراً فاحشاً، وأثم إثماً عظيماً) ، ثم نقل (ص 276 - 277) عن ابن عساكر أنه روى من طريق النَّضْر بن شُمَيْل قال: دخلت على المأمون، فقال: كيف أصبحت يا نضر؟ قلت: بخير يا أمير المؤمنين، فقال: ما الإرجاء؟ فقلت: دين يوافق الملوك يصيبون به من دنياهم وينقصون به من دينهم.
قال: صدقت.
ثم قال: يا نضر، أتدري ما قلت صبيحة هذا اليوم؟ قلت: إني لمن علم الغيب لبعيد، فقال: قلت أبياتاً، وهي: أصبح ديني الذي أدين به .
.
.
ولست منه الغداة معتذرا حبّ علي بعد النبي ولا .
.
.
أشْتُم صِدِّيقاً ولا عُمرا ثم ابن عفّان في الجنان مع الـ .
.
.
أبرار ذاك القتيل مُصْطبرا ألا ولا أشتم الزبير ولا .
.
.
طلحة إن قال قائلٌ غَدَرَا