تفسير المنتصر الكتاني

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
معنى قوله تعالى: (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً) يقول تعالى: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ} [الكهف:18] يا رسولنا وغيرك {لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} [الكهف:18] أي: لعدت ولرجعت ولأدبرت من النظر إليهم فراراً وخوفاً، فقد طالت شعورهم وأظفارهم، وكان على وجوههم حالة مهيبة مرعبة، فلا يكاد إنسان تقع عينه عليهم إلا فر، وذلك حفظ لهم.
أما وهم يتحركون فإنه بمجرد النظر تهرب منهم، فتعتقد أنهم أيقاظ وليسوا براقدين.
يقول تعالى: {لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} [الكهف:18].
أي: لفزعت منهم لأجل الحالة التي كانوا عليها، فقد ألبسهم الله المهابة، والإنسان إذا طال شعره ولم يقص أظفاره، تكون صورته مخيفة، وشكله مهيباً، كيف وقد ألبسهم الله على ذلك رداء الهيبة والرعب، حفاظاً عليهم وعلى أجسامهم.