عنوان الفتوى : الأجداد والجدات كالآباء والأمهات في وجوب البر والصلة
جدي لأمي لا يبرها وأخواتها و يؤذيها نفسيا ومن النوع المادي حيث أنه كثير الاستدانة ثم يطلب من أبنائه و بناته سداد هذه الديون علما بأنه ليس فقيرا ماديا ، كما أنه يحض الإخوة على بعضهم و يضر هذا بالعلاقات بينهم ، و رغم أن أمى دائمة الدعاء له و تحثني وأخوتي على حسن المعاملة فإنى لا أحبه لأنى أشعر بأنه لا يعاملنا كجد أبدا ، فما حكم الإسلام في معاملتي لجدي ومعاملة أمي له؟ والله الموفق لخيرالأمور.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المعلوم بالضرورة وجوب بر الوالدين، بمعنى طاعتهما وصلتهما، وعدم عقوقهما والإحسان إليهما مع إرضائهما بفعل ما يريدانه ما لم يكن إثما، قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) [الإسراء:23].
فيجب على الولد أن لا يغضب والده ولا يعقه، لأن حقه عظيم، وإذا حصل من الإنسان مع والده شيء، فعليه أن يتحمل، وأن يستسمح والده، ويطلب منه العفو، لأن لكل من الوالد والولد حقاً على الآخر، فإذا قصر الوالد في حق الولد، فإن ذلك لا يسقط حقه عليه، لأن المسلم مطلوب منه أن يحسن إلى من أساء إليه، ولو كان غير والده، قال تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت:34].
وإذا كان المسلم مطالباً بأن يقابل الإساءة بالإحسان مع كافة الناس، فكيف مع والده.
فأنت وأمك وإخوانك كلكم مطالبون بالبر والإحسان إلى هذا الوالد، وإن صدر منه ما صدر، ولا فرق بينكم في لزوم ذلك وتأكيده، لأن لفظ الوالد يشمل الأجداد والجدات قال ابن المنذر: والأجداد آباء، والجدات أمهات، فلا يغزو المرء إلا بإذنهم، ولا أعلم دلالة توجب ذلك لغيرهم من الإخوة وسائر القرابات.
والله أعلم.