عنوان الفتوى : حكم حضور الاجتماعات في مبنى تابع للكنيسة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

كنا نذهب إلى المسجد لإعطاء درس أو موعظة للأخوات ، ولكن من مدة انقطعنا من الجلسة لأسباب كثيرة يصعب ذكرها ، من ضمنها عدم التزام الأخوات بالمواعيد والحضور إلى المسجد . في هذه الفترة سمعنا أنه يوجد لقاء أخوات مسلمات وغير مسلمات كل يوم اثنين لمبنى تابع للكنيسة ، والمكان خاص للنساء فقط ، فقلنا احتمال نلاقي ترحيباً أو استجابة منهم كي ندعوهم إلى الله ، ولكن يوجد من يقول لا يجوز أن نذهب إلى هذا المكان ، والسبب هو أنه تابع للكنيسة ، فهل نكون آثمين لو ذهبنا إليهم بنية الدعوة ؟ .

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله
أولاً :
بداية نسأل الله تعالى أن يجزيكم خيراً على جهودكم الطيبة ، وعلى حرصكم على إقامة حِلَق العلم في بلاد يقل فيها الخير ويكثر فيها الشر ، ونسأله سبحانه أن يوفقكم ويسدد خطاكم .
يبدو لنا أن هناك عدة محاذير تترتب على ذهابكم إلى اجتماعات المبنى التابع للكنيسة ، ومن ذلك :
1. أن فيه إحياءً لهذه الأماكن التي يُشرك فيها بالله ، ويعلَّمُ فيها الشرك من تثليث ، وادعاء الولد لله ، وادعاء الألوهية لغيره .
2. كما أن فيه تغريراً بعامة الناس وجهالهم ، وذلك حين يرون أهل الخير والصلاح محافظين على الذهاب لتلك الجلسات والتجمعات في الكنائس ومبانيها ، فيظنون أنها يُقال فيها الحق ، والخير ، والهدى ، وسيكون في حضورهم مطمع عظيم للمنصرين الذين سيتلقفونهم بكل ترحيب وإكرام .
3. في اعتياد الذهاب إلى الكنيسة خطر على قلوب المرتادين – ولو كانوا من أهل الخير والعلم – فإنهم سيتأثرون – ولو بعد فترة – بحسن معاملة القائمين على هذه الأماكن ، وحسن عرضهم لما يؤمنون به ، وقد لا يتيسر للمسلم الوقت الكافي لبحث كل ما يطرحونه من فكر واعتقاد ، فيبدأ قلبه يتشرب رويداً رويداً دين النصرانية ، حتى يغدو في حيرة من أمره ، وأقل ما قد يبلغ به الحال أن لا يرى تلك الديانة على بطلان ظاهر ، وهذه بداية الضلال .
4. ولا شك – أيضاً - أن الالتزام بحضور تلك الجلسات والتجمعات فيه هجر لبيوت الله وحلَق العلم التي ينبغي أن تملأ حياة المسلمين ومجتمعاتهم ، وتأملي كم سيكون نجاح القائمين على الكنائس حين تهدمون منائر الحق والهدى والنور ، ثم تنتقلون إلى أماكن الشرك ودعوة الباطل ، فهم أسعد الناس حين يرون اختفاء حلَق العلم والقرآن ، وظهور اجتماعاتهم ولقاءاتهم لتكون منابر لهم في بث أفكارهم وسمومهم .
5. ثم ماذا سيقال في هذه الندوات ؟
إنهم لن يهدوكم إلى حق ، وقد ضلوا عنه .
فبالنظر إلى هذه المحاذير يظهر - والله تعالى أعلم - حرمة ذهابكم إلى تلك الأماكن ، ووجوب المحافظة على دروس الخير في بيوت الله تعالى مهما كانت الظروف ، وبالمصابرة تنجح حلقات العلم الشرعي ، وكم من دروس توقفت بسبب قلة الحضور ثم جعل الله فيها البركة بعد ذلك .
وإن كانت لديك القدرة لتوجيه دعوة الحق لحملة الديانة النصرانية ، فلا حرج عليك أن تذهبي إليهم لدعوتهم إلى الله ، على أن يكون هذا الذهاب خاصاً بك وبمن يستطيع القيام بهذه المهمة ، ولا يذهب من هو قليل العلم حتى لا يتأثر بما يراه ويسمعه في هذه الجلسات .
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
"يجوز أن نجتمع بالكافرين في مجامع عامة أسستها الدولة وقامت بتنظيمها للمناظرات والندوات العلمية وإلقاء المحاضرات في الشؤون الدينية ، على أن يقوم من حضر من علماء المسلمين ببيان عقائد الإسلام وأركانه وآدابه ، ويدفع ما يثيره من حضر من أهل الأديان الأخرى من شبهات حول الإسلام ، ويفند مقالاتهم التي يشوهون بها الإسلام ... إلى غير ذلك مما فيه نصر للحق ودفاع عنه .
أما من يُخشى عليه من الفتنة في دينه لجهله أو ضعف استعداده وتفكيره أو لقلة معلوماته عن دينه من المسلمين : فلا يجوز له الحضور في هذه المجامع وأمثالها ؛ حفظًا له من الفتن ، وخوفًا عليه أن تداخله الريب والشكوك" انتهى .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 2 / 100 ) .

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...