عنوان الفتوى : لا تتم التوبة إلا برد ما أخذته اليد

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا أعمل خادمة فى بيت ما ولي أختي كذلك ولكن فى بيت آخر ويعتبر أهل البيتين أقارب، وكانت أختي تحضر لي أشياء من البيت دون علم أصحاب البيت، وكنت آخذها منها على جهل مني فقد كنت أقول إنهم عندهم الكثير من تلك الأشياء، ولم أكن أعلم أن ذلك يعتبر سرقة، ولكني كنت معروفة عند أصحاب البيت الذين أعمل عندهم بالأمانة المطلقة ويأتمنونني على كل شيء، وبعد ذلك حدثت مشكلة كبيرة بين أختي والبيت التي كانت تعمل به فتركته وعندما علمت أن تلك الأشياء تعتبر مسروقة أردت أن أرجعها، ولكن لا أعرف كيف، فاذا ذهبت إليهم وأعطيتها لهم يدا بيد سيقال عني أني سارقة، فهل لي أن أخرج ثمنها صدقة أو حتى أرجعهم لأختي تتصرف في هذه الأشياء، أفيدوني أفادكم الله؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالسرقة ذنب عظيم وخسة قبيحة للغاية، قال الله تعالى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  {المائدة:38}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن.... الحديث. متفق عليه.

وما كانت تقوم به أختك من إحضار الأشياء لك من البيت الذي تعمل فيه دون علم أصحابه حرام وواجبها أن تتوب إلى الله منه، كما أنه يجب عليك أنت أيضاً أن تتوبي إلى الله مما كنت تأخذينه من تلك الأشياء، وهي بالنسبة لك لا تعد سرقة ولكنها تعتبر أكلا للمال الحرام، ومن تمام توبتك وتوبة أختك أن تردا كل ما كنتما قد استفدتماه منها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال حسن صحيح.

ولا يكفي التصدق بثمن هذه الأشياء طالما أن أهلها معروفون ويمكن إيصالها إليهم، ولكن لك أن ترديها بأية وسيلة أمكنتك، فإن أمكنك إرجاعها خفية دون أن يشعروا، وإرجاع قيمة ما تلف منها، أو ترسلي إليهم القيمة بحوالة دون أن تذكري اسمك، أو غير ذلك مما تمليه الظروف، فلك أن تفعلي أي ذلك تختارينه.

والله أعلم.