عنوان الفتوى : أسباب العزوف عن أداء الصلاة
أشكركم جزيل الشكر على الإجابات المقنعة التي تقدمونها .وأدعو الله أن يجزيكم عليها. لي سؤال: ما أسباب عزوف الشباب عن الصلاة بكونها عماد ديننا الحنيف؟ جزاكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من أسباب التهاون بالصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين ضعف الإيمان بالله تعالى، والاستخفاف بأوامره ونواهيه، والابتعاد عن منهجه مع الجهل أو التجاهل لعقوبته، ومن أسباب التهاون بالصلاة الجهل بالمنافع الدنيوية والأخروية المترتبة على الصلاة، والجهل بمنزلة الصلاة في الدين. نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين جميعاً، شبابا كانوا أو غير شباب وأن يوفقنا وإياهم لما يحبه ويرضاه، ويحفظنا جميعا من كل ما يجر إلى سخطه سبحانه وتعالى، فالصلاة أمرها عظيم عند الله تعالى، ومكانتها كبيرة في الدين لا يخفى ذلك على أي مسلم. قال تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ {البقرة: 238} وقال تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا {النساء 103} وقال تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59} وقال صلى الله عليه وسلام: ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة. كما في السنن وصحيح ابن حبان. وقال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه.
وفي سنن ابن ماجه وغيره عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولا تترك صلاة مكتوبة، فمن تركها متعمداً فقد برئت منه الذمة. إلى غير ذلك من الأحاديث في تعظيم شأن الصلاة وتوعد تاركها والمتهاون والمتساهل في أمرها.
فعلى كل من يتهاون في شأن الصلاة أن يتدبر هذه الآيات ويتفحص هذه الأحاديث وهو موقن مصدق لعله يتعظ ويخاف عقوبة الباري سبحانه وتعالى فيحافظ على صلاته. ومن الأسباب التي تؤدي إلى الفسق و التهاون بالصلاة ترك الصلاة في المساجد، والبعد عن سماع الدروس الخطب والمواعظ المفيدة، و مصاحبة الأشرار واتباع الهوى، والإعجاب بغير المسلمين الصالحين والتخلق بصفاتهم والافتتان بهيئاتهم وهذا كله من ضعف الإيمان، لذا فلا بد من البعد عن رفقاء السوء ومجالس السوء. فإن الإنسان يتأثر بجليسه وصاحبه ولا محالة، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة. رواه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى.
والله أعلم.