عنوان الفتوى : التوفيق بين قوله تعالى ( فبما أغويتني ) وقول آدم ( أفتلومني على أمر قدر قدره الله علي ...)

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

الإخوة في الشبكة الإسلامية وفقكم الله لخير المسلمين ، سؤالي على النحو التالي : ما وجه المفارقة بين قوله تعالى على لسان إبليس " فبما أغويتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم " وقول آدم عليه السلام في محاجة موسى إيّاه ( أتلومني بأمر قد كتبه الله علي ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:‏
فإن اعتقاد أهل السنة في قوله تعالى ( فبما أغويتني) هو: أن الله تعالى أضل إبليس وخلق ‏فيه الكفر، ولذلك نسب الإغواء في هذا إلى الله وهو الحقيقة فلا شيء في الوجود إلا وهو ‏مخلوق له سبحانه، صادر عن إرادته تعالى، فيهدي من يشاء ويضل من يشاء. قال سبحانه ‏على لسان نوح ( ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن ‏يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون ) [هود:34] فغواية إبليس أرادها الله قدراً، ولم يردها ‏شرعاً. وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم، في حديث محاجة موسى وآدم أن آدم قال: ( ‏أفتلومني على أمر قد قدره الله علىَِّ قبل أن أخلق بأربعين سنة، قال فحج آدم موسى ) ‏فإن آدم لم يحتج بالقدر على الذنب، وإنما احتج بالقدر على المصيبة، وهذا هو اعتقاد أهل ‏السنة، أن القدر يحتج به في المصائب، ولا يحتج به في الذنوب والمعايب. وانظر الفتوى رقم (5617) ،(4733). والله أعلم. ‏