عنوان الفتوى : عاقبة الصبر على البلاء
شيخ أكتب لكم عن معضلة ومشكلة أسرتي...أرجو اتساع صدرك للإجابة علي التزمت بالإسلام منذ سن 18 .شاركت في تأسيس عدد من المؤسسات في الفلبين.عشت في الفلبين منذ1986 وحتى الآن, خطئي الوحيد أنني لم أعد للأردن إلا للزيارات.الحمد لله تزوجت منذ1987 عندي 7 أولاد. باختصار نسال الله الإخلاص عملت في سنة ثانية لأ صرف على الزوجة ثم الأولاد. انقطعت حوالات الأهل في سنة ثانية.الحمد لله أتعاهد الأهل في الأردن شهريا اتصالات ورسائل وحوالات .من الناحية المادية متواصل معهم وانقطع لظروف كل مغترب.ترك عمل أو سداد دين. مشكلتي زادت بعد موت أخي الثاني بالسرطان, حيث زاد الحمل والطلب, أمي كبيرة في السن وتأخذ دواء لحالتها النفسية منذ صغري, والدي كبير ولا يستطيع المشي. مشكلتي التي أريد أن تجدوا لي حلا لها 1.أختي مريضة نفسيا وحالتها تزداد والسبب زوجة أخي المتوفى وإخواني الاثنان. حيث الثالث منا سيئ التعامل معها وذلك لتفوقها ودراستها منحة وعدم تفوقه وبمشقة أنهى الثانوي .يقول لها كلاما جارحا وأخي الأصغر شارك زوج أخي بوضع دواء عصبي لها لا يناسبها مما قضى عليها..أخي السيء يعمل في السعودية..نسال الله صلاحه.أخي الصغير طامة علينا حيث يعمل و لا يشارك معنا في شيء والأسوأ أن عنده بنتا في البيت نظام قرد فرند لا يراعي والديه وأخيه الملتزم وأخته. ويعمل على عمل حياة أختنا جحيم وهي مريضة وتطلب مني أن أحضرها للفلبين وما عندي سعة, وأخشى إن رأت الزوجة والأولاد مرضها أن يتأثروا بها سلبا.بناتي 11 و 8 سنوات. قلت لوالدي أخرجوا الأخ الصغير من البيت لأنه ـ زان ـ قالوا لا، يضيع وتزعلوه. ونغضب عليك.عمره 25 .أختي 29 بدون زواج.هناك أقارب نعلم أنهم يعملون سحر على أهل البيت.. أكاد أتحطم ممن أرى منهم و أثر في ذلك سلبا.عملي في الفلبين جيد أرسلت أحد الأولاد منذ سنتين تأثر سلبا بعمه يقطع صلاه الخ.أريد حلا 17 سنة تعاهد الأهل وهم سبب مشاكلي ومشكلتي أنني متزوج من زوجتين.أم العيال مشكلة لوحدها. غيرة و إزعاج..الخ و أختي أصبحت أكره كلامها لأنه كله معاد. وزوجتي أم العيال (نق وقر) على الرأس. ماذا أفعل. حيلتي نفذت ما أدري ماذا أفعل.. بالله عليكم أنجدونا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم -أيها الأخ الكريم- أن المسلم لا يبتلى أي ابتلاء فيصبر ويحتسب، ويتعامل معه وفق ما شرع الله تعالى إلا وفاه الله أجر ذلك غير منقوص كما قال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {البقرة: 155-157} وقال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ. {الزمر:10}. وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
وفي الصحيحين أنه قال: ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها.
وعليه، فما ذكرته من حال أسرتك سبب كبير في الغفران لك، وفي فوزك عند الله بالأجر الكثير إذا صبرت عليه، وتعاملت معه بالحكمة، ونوصيك بالرضا بقضاء الله تعالى وقدره وتفويض الأمر كله إليه، فإن في ذلك سعادة الدنيا والآخرة وراحة البال وطمأنينة النفس. والاعتراض على الله تعالى في قضائه وقدره وعدم الرضا بذلك هو محض الخسران في الدنيا والآخرة وقضاء الله نافذ لا راد له ولا معقب لحكمه.
فنوصيك –إذا- بعدم الانزعاج مما ذكرت، وبالتعامل مع الوضع حسبما يناسب. ونوصيك بالإحسان إلى والديك وأختك ومن احتاج إليك من إخوانك بقدر استطاعتك، وعليك بالدعاء لإخوتك وأهلك في أوقات الاستجابة بالصلاح والاستقامة، فقد قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}. وقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها قالوا: إذا نكثر قال: الله أكثر. رواه أحمد والحاكم.
والله أعلم.