عنوان الفتوى : حول حمل مريم بعيسى، وطوفان نوح عليهم الصلاة والسلام
كثيرا ما تنتابني الأسئلة عن تفسير القصص التي تمر بي أثناء قراءتي القرآن ولا أجد أجوبة لجميع أسئلتي وحاولت البحث على الإنترنت ولكن لم أجد ضالتي، وأحيانا أصل لمواقع أشعر أنها مشبوهة أو بها معلومات تضليلية، أرجو إرشادي لمكان أحصل فيه على تفاسير القصص القرآنية ويسردها بشكل مفصل ودقيق، ولي سؤالان: قصة مولد المسيح وحمل مريم العذراء به هل كان حملا كاملا 9 شهور إذا كان نعم ألم يفتقدها أهلها في هذه المدة أم كانت بينهم وأين قضت هذه المدة هل بقي المسيح يتكلم وهو رضيع أم أنه توقف بعد كلامه بالمعجزة وعاش كطفل عادي، و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا لم نقف على نص قطعي من كتاب ولا من سنة في تحديد فترة حمل مريم بعيسى عليهما الصلاة والسلام، ولا فيما إذا كان عيسى عليه السلام بقي يتكلم وهو رضيع أم أنه توقف بعد كلامه بالمعجزة وعاش كطفل عادي، وكل ما ورد في ذلك إنما هو مجرد حكايات لا تستند إلى دليل صالح للاحتجاج، ولك أن تراجع في هذا الفتوى رقم: 17354.
ثم الذي سألت عنه من قصة نوح عليه السلام، فلسنا نعرف منه إلا ما قصه الله علينا في سورة هود وسور غيرها من القرآن، قال الله تعالى: وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ* وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ* وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ* فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ* حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ* وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ* وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ* قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ* وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ* وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ* قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ* قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ* قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ {هود}.
وورد في سورة الصافات قوله تعالى: وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ {الصافات:77}، فدل ذلك على أن كل الموجودين الآن هم من ذرية نوح عليه السلام، فإما أن يكون الذين كانوا في السفينة كلهم من صلب نوح، وإما أن يكون فيهم من ليس منهم، ولكنه لم يعقب، هذا ما جاء في القرآن الكريم، ولو كان في ذكر غير هذا فائدة لنا أو عبرة نعتبر بها لذكره الله عز وجل، وبإمكانك أن تطلع على المزيد في تاريخ الطبري وقصص الأنبياء لابن كثير.
والله أعلم.