عنوان الفتوى : من حرص على النية السليمة نال الثواب
سمعت إحدى المحاضرات التي تتحدث عن النية واحتساب الأجر, الشيخ قال في المحاضرة أن العمل بلا نية لا أجر له وأن المسلم يؤجر وينال من الفضل على قدر ما نوى، فعلى سبيل المثال أن من فضل الأذان أن صاحبه يكون من أطول الناس أعناقا يوم القيامة وأن كل شيء يصل إليه صوت المؤذن فإن هذا الشيء سوف يشهد له يوم القيامة...ألخ، فهل إذا أذن المؤذن واحتسب فضل واحد من فضائل الأذان فهل يؤجر وينال كل الفضائل المذكورة في الأحاديث أم فقط يؤجر وينال الفضل الذي احتسبه، هل إذا كان المسلم يعمل العمل الصالح ويحتسب الأجر والفضائل ولكنه جاهل بفضائل الأعمال الصالحة التي يعملها فهل ينال الفضائل أم لا، فإنني عندما أذهب إلى المسجد أحتسب الأجر من عند الله وأحتسب بأن يرزقني الله كل فضائل الذهاب إلى المسجد إجمالا، فهل علي عند احتسابي لهذه الفضائل أن أحتسب كل فضل على حدة أم علي أن أحتسب الأجر والفضائل كلها بشكل عام، فأني أعاني من وسواس قهري فأجد صعوبة شديدة في التفكير ولذلك فإني أجد صعوبة في أن أنوي كل فضل بحدة وعلاوة على ذلك أنني أجهل كثيرا من فضائل الأعمال الصالحة المذكورة في الأحاديث فأصاب بإحباط عندما أتذكر قول الشيخ في المحاضرة بأن المسلم يؤجر على قدر نيته لأنني أحيانا أعمل العمل الصالح دون احتساب نسيانا مني وعندما أتذكر ذلك لاحقا أصاب بنوع من الحزن وعلى كل حال لدي قاعدة في ذهني بأن الأعمال الصالحة التي أعملها يجب أن تكون لله فهل هذا يحل محل الاحتساب أثناء نسياني احتساب الأجر قبل العمل، هذه الأسئلة تدور في ذهني دائما وإلى الآن لم أجد من يجيبني أرجوكم أفيدوني أثابكم الله؟ وبارك الله فيكم على مجهوداتكم الطيبة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمسلم يثاب على قدر نيته، فإذا كان حريصاً على الحصول على ثواب طاعة لله تعالى ثم كان جاهلاً لفضائلها أو نسي النية فإنه يحصل على جميع ثواب تلك الطاعة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: الثاني: أن من نوى الخير وعمل منه مقدوره وعجز عن إكماله كان له أجر عامله؛ كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم، قالوا: وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة حبسهم العذر. انتهى. إلى أن قال: وفي الصحيحين عنه أنه قال: إذا مرض العبد أو سافر كتب له من العمل ما كان يعمله وهو صحيح مقيم. وشواهد هذا كثيرة. انتهى.
فما دمت حريصاً على ثواب الطاعة تقصد بها وجه الله تعالى، فالذي يقتضيه فضل الله تعالى وسعة رحمته هو أنك ستحصل على جميع ثوابها إن شاء الله تعالى، وللتعرف على علاج الوسواس القهري راجع الفتوى رقم: 3086.
والله أعلم.