عنوان الفتوى : كل أمة كان لها رسول
معظم الأنبياء والرسل بعثوا في بلاد الشام والجزيرة العربية والعراق ومصر في حين لا نسمع عن أي نبي أو رسول في الهند أو الصين مع العلم أن الكثافة السكانية أكبر بكثير من بلادنا العربية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمما لا شك فيه أن الله تعالى ما خلق أمة من الأمم إلا وأرسل إليهم من يهديهم ويرشدهم إلى الحق، قال الله تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ {النحل: 36}.
وقال تعالى: رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا {النساء: 165}.
وقال تعالى: وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ {فاطر: 24}.
قال الإمام القرطبي: يقول سبحانه وما من أمة من الأمم الدائنة بملة إلا خلا فيها من قبلك نذير ينذرهم بأسنا على كفرهم بالله؛ كما حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد عن قتادة: كل أمة كان لها رسول. اهـ
أما كون عامة الأنبياء المذكورين في القرآن أو السنة من غير البلدان المذكورة فلا ينفي إرسال الرسل من تلك البلدان، لأن الكثير من الرسل لم يذكرهم الله لرسوله، قال الله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ {غافر: 78}.
قال ابن كثير: هم أكثر ممن ذكر بأضعاف أضعاف. اهـ
وروى الطبري بإسناده عن أنس بن مالك قال: بعث النبي بعد ثمانية آلاف من الأنبياء، منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل. وراجع الفتويين: 9475، 58944.
والله أعلم.