عنوان الفتوى : مقدمات الزنا والتوبة منها.
لي صديق كان على علاقة حب بفتاة والآن يريد أن يتزوجها فعلا وزادت العلاقة بينهماإلى تبادل القبلات والأحضان وغير ذللك ولكن لم يتم الزنا ولم تتم المعاشرة مثل الأزواج فهل هذا زنا وهذا الشباب تقدم لخطبتها ولكن رفض أهلها لضيق حاله وهذا الشاب ندم على فعلتة وتاب إلى الله وعنده إحساس بالذنب الكبير فهل يقبل الله توبته وماذا يفعل الرجاء أفادتي على الأميل في أقرب فرصة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: " لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم" أخرجه مسلم. ففي هذا الحديث دلالة على منع خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، وعليه فإن ما فعل صديقك أيها السائل من الاختلاء بالفتاة الأجنبية، وما ترتب على ذلك مما ذكرت أمر لا يجوز، فإذا كان الله عز وجل أمر كلاً من الرجال والنساء بغض البصر عما لا يحل لهم. فما بالك بتبادل القبلات بين الأجانب، والاحتضان وغير ذلك، إنه الانتهاك لحرمات الله تعالى والتجاوز لحدوده، والتقدم للخطبة لا يبيح الاختلاء بالمخطوبة حتى ولو وافق أهلها ورضوا به زوجاً، فالمخطوبة أجنبية حتى يتم العقد الشرعي عليها، وما دامت تجاوزات صديقك على نحو ما ذكرت فإنها لا تسمى زنى بحيث يترتب عليها حد الزنى من جلد أو رجم، ولكنها ذنب يجب الإقلاع عنه وعدم الإصرار عليه. ومن فضل الله تعالى ورحمته بعباده أن من تاب تاب الله عليه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فعليه أن يبادر بالأوبة إلى الله، وننصحه بالبحث الجاد عن امرأة صالحة يتزوجها، ليعصم بها نفسه من الوقوع في ما حرم الله.
والله أعلم.