عنوان الفتوى : كيفية التعامل مع أهل البدع والضلالات
سؤالي هو كيف يجب التعامل مع أهل البدع والضلالات في الحياة اليومية لأن أحد العلماء أفتى بأنه يجب مقاطعتهم ولا يجوز حتى إلقاء السلام عليهم رغم أن هذا التصرف يفرق بين المسلمين ويولد النفرة أكثر وبالفعل فهذه الفتوى أدت إلى فتنة في البلاد إضافة إلى أن هؤلاء المنتسبين إلى هذه الفرق الضالة من الدعوة والتبليغ أو التكفيريين هم موحدون وفي بعض الأحيان يكون متلبس عليهم الأمر؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نقول أولاً للسائل الكريم إنه لا يجوز أن يرمى أي شخص أو جماعة بالبدعة والضلال اعتباطاً، وأن واجب المسلم هو أن يحترم المسلمين عموماً، وخاصة أهل الفضل منهم، والعلماء والدعاة.
ثم إذا ثبت أن شخصاً معيناً أو جماعة معينة تمارس نوعاً من البدع، فالواجب أولاً إنكار ذلك عليها حسب الاستطاعة استجابة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.
فإن لم يفد الإنكار عليهم، فإن مقاطعتهم وترك السلام عليهم يمكن أن يلجأ إليها لواحد من سببين:
الأول: أن يظن من مقاطعتهم إرجاعهم عن بدعتهم وضلالتهم.
والثاني: أن يخشى على نفسه أن يؤثروا عليه، أو يفسدوا عليه دينه، وقيل بمقاطعتهم وترك السلام عليهم ولو لغير ما ذكر، وراجع في مجالات التعامل مع أهل البدع فتوانا رقم: 19998.
واعلم أن جماعة التبليغ هي إحدى الجماعات الدعوية التي لا ينكر أثرها الواضح ودورها في نشر الدين، وهي مع ذلك لا تخلو من المآخذ، ولك أن تراجع آراء أهل العلم في فتوانا رقم: 9565.
ثم ما سميته بالتكفيريين، فإن كنت تعني بها الجماعة التي قد ظهرت في مصر عام 1971م والتي من أصولها تكفير مرتكب الكبيرة، فهذه قد بينا حقيقة أمرها في فتاوى سابقة، ولك أن تراجع فيها فتوانا رقم: 24860.
وإن كنت تعني أولئك الذين سخروا أنفسهم للدفاع عن العقيدة السليمة على منهج أهل السنة والجماعة، فإن الضال -حقاً- هو من وصف هؤلاء بالضلال.
والله أعلم.