عنوان الفتوى : العلم يقبض بموت العلماء
بسم الله الرحمن الرحيم أ ما بعد في عصرنا الحاضر كثير من الشباب بعد عن التدين نظرا للفتن التي تحيط بهم من تبرج النساء وعدم القدرة على الزواج وغياب كثير من الدعاة أو بعضهم عن الاجتهاد في دعوة الناس وإصلاحهم ولكن ولله الحمد ستبقى دائما طائفة من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ظاهرة على الحق. المشكلة هي كالتالي هناك بعض الشباب هداهم الله تعالى على يد بعض الإخوة فبدأوا يصلون ويحضرون للدروس فمنهم من أرخى لحيته وقصر ثوبه ومنهم من اجتهد في طلب العلم ودراسة الدين واستمر على التدين ومنهم من انشغل بما يقول فلان في فلان وبأن هذا ضال وهذا كذا وهذا كذا ولا تنصت لفلان حتى اختلطت عليه المفاهيم وأدى به ذلك إلى ترك الدروس وترك بعض السنن ومنهم من حلق لحيته وغير ذلك كما تعلمون لأن هذه الأمور لا تقتصر على بلد دون بلد بسبب تعدد الفتاوى وكثرة الجماعات وعدم توحدها على منهج الله( نسأل الله أن يجمع كلمة الأمة على اتباع كتاب الله وسنة نبيه وفق منهج أصيل يرضاه الله ورسوله آمين) وتجد الشخص يبحث عن حكم المسألة فيجد فلانا يقول حلال والآخر يقول حرام فلا يعرف ماذا يتبع وكذلك هناك سبب آخر وهو عدم معرفة فقه الخلاف وعدم انتشاره بين الناس أو أن بعض طلبة العلم لا يطبقونه مما يؤدي بالعوام إلى الكلام في فلان وفلان دون احترام أو تقدير والله المستعان. أسئلتي هي كالتالي 1.ما هو ردكم على هذه الظاهرة المنتشرة في العالم؟ وما هو حلها؟ 2. بماذا يبدأ المسلم التزامه هل بإطلاق لحيته وتقصير ثوبه أم أن هناك أشياء أخرى أهم؟وكذلك بالنسبة للمسلمة هل تبدأ بالحجاب أم أن هناك أشياء أخرى أهم؟ أي باختصار, كما أن لطلب العلم منهجية فكذلك للتدين, فما هي هذه المنهجية وما هي مراحلها بالتفصيل بالنسبة للرجل و المرأة مع الدليل ؟ 3. ما هي أسماء الكتب والأشرطة التي يمكن للرجل أو المرأة بسببها تحصيل الفقه في الدين, وكذلك الالتزام بشرع الله بطريقة سهلة, مفهومة, وميسرة, وترغب الناس في التدين, ولا تتطلب منهم وقتا كثيرا؟ أرجو منكم أن لا تتجاهلوا هذه الأسئلة لمالها من نفع كبير علي وعلى من سيقرؤها من المسلمين وأسال الله العلي القدير أن يعينكم على تحقيق الخير والنصرة للإسلام والمسلمين وأن يجزيكم خير الجزاء على ما تقدمونه من خدمة للإسلام والمسلمين في الدنيا والآخرة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذه الظاهرة التي تشكو منها قد أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بموت العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا. رواه البخاري ومسلم.
هذا، وينبغي على طلاب العلم أن يتثبتوا مما ينقل عن العلماء والدعاة، وأن يحملوه على أحسن المحامل حتى لا يظنوا بهم سوءا فيقعون في أعراضهم ويطعنون فيهم، وانظر الفتوى رقم: 4402، ودونك نصيحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى لمن انشغل بجرح الدعاة إلى الله في الفتوى رقم: 18788.
والحل يكمن في التفاف الشباب حول علماء الأمة الأثبات، وأن يكونوا تبعا لهم، وأن يتعلموا الآداب ويحرصوا على تحصيلها كما يحرصون على طلب العلم، فقد كان بعض السلف يقولون: ليكن علمك وأدبك دقيقا. وكان بعضهم يرسل ابنه للإمام مالك ويقول: اذهب فتعلم أدب مالك قبل فقه مالك.
كما ينبغي إشاعة العلم في ربوع الأمة، والحرص على استفاضة البلاغ العام قياما بأمر الله، وعلى الشباب أن يعوا المخططات التي تحاك لصرفهم عن معالي الأمور وتشغلهم بأنفسهم.
وإن من السذاجة أن يكون بأس الدعاة وطلاب العلم بينهم شديدا، بينما يمكر أعداء الدين الليل والنهار ليطمسوا هوية هذه الأمة.
وأما سؤالك بم يبدأ المسلم في تدينه، فنقول: يجب عليه امتثال الواجبات بقدر المستطاع، وأن يكف عن الحرام.
قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن: 16}. وقال صلى الله عليه وسلم: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم. متفق عليه، وقال أيضا: اتق المحارم تكن أعبد الناس. رواه الترمذي.
هذا، وإن من الواجبات على الرجال إعفاء اللحية، ومن الواجبات على النساء الحجاب الشرعي المستوفي للشروط.
كما يجب على كل مسلم أن يتعلم أركان الإيمان إجمالا، وكذلك يجب أن يتعلم فروض الأعيان حتى يعبد الله على الوجه الذي يرضيه عنه، وما زاد على ذلك فحسن.
وأما بالنسبة للكتب التي يتم من خلالها التفقه في الدين فكثيرة، وللفائدة راجع الفتاوى التالية: 2410، 22774، 31659.
والله أعلم.