عنوان الفتوى : دعاء العبادة ودعاء المسألة متلازمان
هذا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالدعاء في قوله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ{البقرة:186}. قد فسره بعض أهل العلم بدعاء المسألة وبدعاء العبادة، قال القرطبي في تفسيره: أجيب دعوة الداع، أي أقبل عبادة من عبدني فالدعاء بمعنى العبادة والإجابة بمعنى القبول. انتهى. وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان: ذكر في هذه الآية أنه جل وعلا قريب يجيب دعوة الداعي وبين في آية أخرى تعليق ذلك على مشيئته جل وعلا وهي قوله: فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُون َ إليه إن شاء {الأنعام: 41}. وقال بعضهم التعليق بالمشيئة في دعاء الكفار كما هو ظاهر سياق الآية والوعد المطلق في دعاء المؤمنين وعليه فدعاؤهم لا يرد إما أن يعطوا ما سألوا أو يدخر لهم خير منه أو يدفع عنهم من السوء بقدره. وقال بعض العلماء: المراد بالدعاء العبادة وبالإجابة الثواب وعليه فلا إشكال. انتهى. ولكن ابن القيم رحمه الله تعالى ذكر أن دعاء العبادة ودعاء المسألة متلازمان فكل دعاء عبادة مستلزم لدعاء مسألة، وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء عبادة . وراجع الفتويين التاليتين: 40746، 9202.