عنوان الفتوى : القاديانية ومعتقداتهم
سألني قادياني: كيف يمكن صعود المسيح إلى السماء، وهذا لم يذكر في القرآن أصلاً، ولا يوجد حديث يدل على ذلك. أريد مساعدتك الكريمة، وأريد بعض الإحالات حتى أستطيع مناقشتهم وأن تذكر لي الأدلة التي تدل على صعود المسيح وليس على نزوله. 1- يقولون بأن المذكور في القرآن "بل رفعه الله" وهذا يعني ارتفاعه إلى الله وليس إلى السماء فإذاً لماذا يذكر في الترجمة "السماء"؟2- "الله" هو الفاعل والإنسان هو المفعول فصعوده يعني الشرف، ورفعة المنزلة ونحو ذلك. فلا شيء جسدي يصعد إليه.3- ويقولون بأن كلمة "رفع" استخدمت في القرآن أكثر من مرة ولم تترجم في مكان ما بالصعود الجسدي الإنساني إلى السماء/ الله. إذا كان القرآن كتاباً كاملا فَلِمَ يوجد التعارض في قضية المسيح . أريد مساعدتك لمناقشتهم. وما وجدت جواباً مناسباً وإمام المسجد يقول: إن القاديانية فتنة عظيمة وهكذا. أريد الإجابة ولا أريد فتوى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن القادياينين يحاولون إشغال المسلمين بالنقاش في بعض المسائل الجانبية، وصرفهم عن النظر فيما هم عليه من الكفر الأكبر والضلال الأعظم.
ومسألة نزول المسيح من المسائل التي أطال فيها القادياينون الكلام، ولزعيمهم الضال قصة طويلة مع هذا الموضوع، فقد زعم في بداية أمره أنه شبيه بالمسيح الموعود، وأن المسيح الموعود لا يعود إلى الأرض. وأوَّلَ كل النصوص الواردة في نزول عيسى ابن مريم، وحملها على نفسه، ثم ما لبث أن ادعى أنه هو نفسه المسيح، بل هو مريم أيضا!!.
ورافق ذلك ادعاء النبوة، ثم ادعى تجسد محمد صلى الله عليه وسلم فيه، وأن المسيح الموعود هو محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جاء إلى الدنيا مرة أخرى لنشر الإسلام.
وبهذا اعتقد القاديانيون أن من كفر بزعيمهم الغلام فقد كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأن الصفات التي اختارها الله لنبيه صارت للقادياني، فهو مفضلّ، ومسجده وقبره وقاديان نفسها كذلك.
وقد حاول القادياني أن يدلل على نبوته بإدعاء المعجزات وأن له أكثر من مليون معجزة، وقد فضحه الله وأهانه وأظهر كذبه فيما ادعاه من النبوءات، ونذكر هنا بعض النماذج لنبوءاته الكاذبة.
1- أحب الغلام امرأة وزعم أن الله أوحى إليه أنها ستكون زوجة له، وأن الله وعده بذلك، وتحدى كل من أراد أن يحول بينه وبين الزواج منها، وتنبأ بأن الذي يتزوجها غيره لابد وأن يموت في خلال سنتين. فأكذبه الله، فرفض والدها أن يزوجها منه، وتزوجت المرأة من غيره وأنجبت أولاداً وعاش زوجها سنين عديدة.
2- وناظره رجل نصراني اسمه عبد الله آثم فلم يفز الغلام عليه، فغضب وزعم أن هذا النصراني سيموت إن لم يتب بعد خمسة عشر شهراً حسب ما أوحى الله به إليه!!. وقال القادياني (وإن لم يمت الكذاب في خمسة عشر شهراً من 5 مايو سنة 1893) ولم يتحقق ما قلت فأكون مستعداً لكل جزاء يسود وجهي وأذلل، ويجعل في جيدي حبل، وأشنق، وأنا أقسم بالله العظيم أنه يقع ما قلت ولابد له أن يقع). فأكذبه الله وأخزاه، ومضت المدة والرجل على قيد الحياة، فأسقط في أيدي القاديانين وزعيمهم، فادعوا أن النصراني قد أسلم فأمهله الله!. فكتب النصراني يكذبهم ويفتخر بأنه مسيحي وعاش بعد ذلك مدة.
3- وتنبأ بأنه لا يموت حتى يتجاوز سنة 1920م فأماته الله سنة 1908م.
4- وتنبأ بأن الطاعون لا يمكن أن يصل قاديان ما دام فيها، فكذبه الله ودخل الطاعون قاديان وفتك بهم، بل ودخل بيت الغلام نفسه وكانت وفاته به، مع أن الطاعون آنذاك لم يعم البلاد والقرى المجاورة لقاديان.
5- ووقعت بين الغلام القادياني وبين العلامة ثناء الله الأمرتسري مناظرات خرج الغلام منها مدحوراً مغضباً، فتبأ القادياني بأن الله سيميت الكاذب منهما في حياة الآخر، ودعا الله تعالى أن يسلط عليه داء مثل الهيضة والطاعون يكون فيه حتفة. فاستجاب الله دعاءه وأمات الغلام الكاذب، وبقي العلامة ثناء الله بعده زمنا طويلاً. وأصيب القادياني بالهيضة الوبائية (الكوليرا) ومات في بيت الخلاء وهو جالس لقضاء الحاجة.
وكذب القادياني أمر مشهور معلوم، وقصة واحدة مما سبق كفيلة بإثبات أنه كذاب دعي، والكاذب لا يوثق به في شيء.
ونحن المسلمين تعتقد أن كل من ادعى النبوة بعد وفاة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر مكذب للقرآن والسنة، وكل من بدل الشريعة وجعل الحج الأكبر إلى قاديان فهو كافر، وكل من آمن بحلول عيسى فيه أو غيره من الأنبياء فهو كافر. وهذا كله موجود عند القادياينة، إضافة إلى اعتقادات أخرى أهمها :
1- اعتقاد التناسخ والحلول وأن الأنبياء تتناسخ أرواحهم، حتى زعم القادياني أن إبراهيم عليه السلام ولد بعد وفاته بنحو ألفي سنة وخمسين في بيت عبد الله بن عبد المطلب وسمي بمحمد صلى الله عليه وسلم. بل بلغ الكفر بالقادياني أن ادعى حلول الله فيه وقال: (إن الله أنزل فيَّ، وأنا واسطة بينه وبين المخلوقات كلها).
2- ومن عقائدهم التشبيه، فقد قال القادياني عن الله (قال لي الله إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام) وقال (قال الله: إني مع الرسول أجيب ، أخطئ وأصيب، إني مع الرسول محيط). وشبه الله تعالى بالأخطبوط له أيادي وأرجل كثيرة، وأعضاء كثيرة لا تعد ولا تحصى، وصرح بأن لله تعالى فما، وقال: "وينفخ الله الصور بفمه" وهذا كله من الكفر الشنيع، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
فنصيحتنا لك أيها السائل أن لا تجالس هؤلاء الكفرة الذين يصدون عن دين الله الحق، وأن لا تدخل في نقاش معهم إلا إذا كنت عالماً بهذه المسائل.
وأما صعود المسيح إلى السماء فإن الله تعالى يقول: (بل رفعه الله إليه) والله تعالى فوق خلقه جميعاً كما وصف نفسه، وجاءت السنة وأثبتت أن عيسى في السماء الثالثة. وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عيسى ابن مريم سينزل في آخر الزمان، وكل من فهم لغة العرب علم أن النزول لا يكون إلا من علو.
وأما قولهم: إن كلمة "رفع" استخدمت في القرآن أكثر من مرة ولم تترجم في مكان ما بالصعود الجسدي الإنساني، فهذا من الجهل والتلبيس، فإن الله تعالى يقول عن إدريس (ورفعناه مكاناً علياً) [مريم: 57] وقد رفعه الله إلى السماء الرابعة. والله يقول : (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) [فاطر: 10] فالرفع معناه الصعود. فإذا قال الله عن عيسى: (بل رفعه الله إليه) فليس لذلك معنى إلا أنه رفعه إلى أعلى، وأسكنه سمواته.
وأنى لهؤلاء الأشقياء أن يفهموا كتاب الله تعالى وسنة نبيه وهم يكفرون بالإسلام الحق.
ولتعلم أن المحكمة الشرعية الفيدرالية بجمهورية باكستان قررت عام 1984م أن القاديانية فئة كافرة. واعتبرت من الجرائم: أن يدعي قادياني بأنه مسلم، أو أن يسمي مذهبه الإسلام، وأن يدعو الناس إلى الصلاة بقراءة الأذان، أو أن يسمى محل عبادته مسجداً.
ونسأل الله أن يقي المسلمين شرهم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.