عنوان الفتوى : علاج التسرع في رد الخاطب ثم الندم على فواته
عندي 24 سنة، أدرس في السنة الأخيرة من الجامعة -خرِّيجة- طلب مني قريب والدتي القُرب؛ فوافقت عليه. بعد فترة خطوبة لمدة 3 أشهر قال إنه لا يريدني. سمعت من والدتي لأني أدرس، ووالدي يطلب مني أن أكمل دراستي. حزنت كثير ولكني أكملت حياتي بشكل عادي. بعد 11 شهرا طلب القرب مرة أخرى؛ فرفضت. أشعر بالندم الآن؛ لأنه تزوج منذ 11 يوما، أشعر بالحزن والندم؛ لأنني أحببته في الله، وتعلقت به.فهل أخطأت في قراري هذا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر أنك تسرعت في رد الخاطب ولذلك ندمت، لكن ينبغي أن يكون الندم على التسرع، وليس على فوات الخاطب، فتحرصين في المستقبل على عدم التسرع في الأمور، وخاصة الأمور المهمة، وكذا الحرص على استشارة الناصحين العقلاء، واستخارة الله تعالى قبل الإقدام على الأمر.
أّما فوات الخاطب؛ فالندم عليه لا تنتفعين منه بشيء سوى الحسرة على أمر قدره الله، وقدر الله كله حكمة ورحمة.
وهو سبحانه يعلم ما يصلح العبد ويناسبه، وما فيه الخير له، قال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
وقد يصرف عن العبد شيئا ويدخر له خيرا منه.
قال ابن القيم -رحمه الله- في الفوائد: والعبد لجهله بمصالح نفسه، وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لا يعرف التفاوت بين ما مُنع منه وبين ما ذُخر له، بل هو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئا، وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليّا. انتهى.
والله أعلم.