عنوان الفتوى : وقعا في الزنا وتابا وتزوجا وتجزم بوقوع العذاب وتشويه أطفالهما

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لدي صديقة تعرفت على شخص منذ 6 سنوات والحمد لله تم الزواج ، ولكن قبل الزواج تم فعل الفاحشة ، وصديقتي نادمة جدّاً تبكي ليل نهار وتصلي الصلوات ، مع كل يوم صلاة استغفار ، وبعد الزواج ذهبوا للعمرة وينويان الحج ، ولكن زوجها يريد أطفالاً وهي خائفة أن تنجب طفلاً مشوهاً عقاباً من الله سبحانه وتعالى وتقول : إن من زنى يلاقي عذاباً في الدنيا والآخرة حتى لو تاب ، هل هذا صحيح ؟ وهل سيدخل النار ؟.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله.

نحمد الله تعالى على أن وفقهما للتوبة ، ونسأله سبحانه وتعالى أن يثيبهما وأن يثبتهما ، ولا شك أن ما فعلاه من الفاحشة سبب لعقاب الله تعالى في الدنيا والآخرة .

والتوبة الصادقة من هذا الفعل ، والندم على فعله ، والعزم على عدم العوْد إليه ، والبكاء على ما وقع من تفريط في جنب الله تعالى وهتك حرمات المسلمين : يُرجى أن يكون خيراً لهذا التائب وأن يكون سبباً في تبديل سيئاته حسنات .

ولا ينبغي لهذه الأخت أن يصل بها المقام في التوبة إلى حدِّ القنوط من رحمة الله ، فقد يدخل الشيطان عليها من هذا الباب ويصدها عن التوبة وفعل الخير .

فيحسن منها أن تندم وتبكي وتتوب وتستغفر تعظيماً لما وقع منها ومن زوجها من معصية ، ولكن لا يحسن منها القنوط من رحمة الله وظن السوء به تعالى .

وقد أعلمنا ربنا تعالى أنه يغفر الذنوب جميعاً مهما عظمت وكثرث لمن تاب منها ، ونهانا عن القنوط من رحمته ، فقال تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/53 .

وأعلمنا تعالى أنه يبدل السيئات حسنات لمن صدق في توبته ، ولو وقع منه الشرك والقتل والزنا ، وهي أعظم الذنوب ، فقال تعالى : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا . إِلا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الفرقان/68 – 70 .

وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يفرح بتوبة عبده ، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له .

وبه يُعلم خطأ القول : ( إن الزاني يعذَّب في الدنيا والآخرة ولو تاب ) وما سبق من الأدلة يدل على بطلان هذا القول ، بل يرغِّب الله تعالى عباده في التوبة ، ويثيبهم عليها إن فعلوا ، ولا يعاقبهم .

ولا داعي للخوف من الإنجاب ، ولا داعي للقلق .

واسألوا الله تعالى الذرية الصالحة ، واستعينوا بربكم تبارك وتعالى ، وأكثروا من الأعمال الصالحة ، ونسأل الله تعالى أن يوفقكما لما فيه رضاه .

والله أعلم .

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...