عنوان الفتوى : هل يأثم صاحب القناة إذا عُرِض عليها مقاطع مُخِلَّة بغير اختياره؟
اليوم أصبح عالم السوشيال ميديا لا مفر منه بنسبة لشبابنا إلا قليلا منهم، العيب ليس في هذه المنصة في حد ذاتها، بل في طريقة استعمالها، فكما نجد من يستعملها في نشر كلمات الله والإسلام، أيضا نجد من يستعملها فيما لا يرضي الله سبحانه وتعالى.
وفي هذا السياق أردت أن أبادر بفكرة لعلها تكون وسيلة في هداية بعض الشباب، الفكرة كالتالي: سأقوم بإنشاء بعض الحسابات في منصة التيكتوك، وأقوم بعمل متابعة للكثير من الحسابات التي تنشر محتوى مفيدا، يُعَرِّف بدين الإسلام مثل حسابات الدعاة، والعلماء.
وبهذه الطريقة ستفهم خوارزمية تيكتوك أن صاحب الحساب يريد هذا النوع من الفيديوهات، ولن يعرض تيكتوك فيديوهات مختلفة عن هذا الموضوع.
لكن هنالك مشكلة واحدة ألا وهي: يمكن لتيكتوك أن يعرض القليل من الفيديوهات من خاصية المباشر التي غالبا ما تكون خارجة عن الموضوع الذي نريد نشره، لكن كما قلت نسبة حدوث هذا شيء قليل مقارنة بالفيديوهات النافعة، يعني ممكن ثلاث فيديوهات مباشر من أصل عشرة فيديوهات، والسبع فيديوهات الأخرى مفيدة بإذن الله.
ويبقى هذا الشيء متعلقا بإيمان مستخدم الحساب الذي سيهتم فقط بالفيديوهات النافعة، ولن يشاهد ويقف عند الفيديوهات التافهة (مثل لايف تكبيس تكبيس، وأحيانا فيديوهات تحتوي على أغانٍ، ونساء متبرجات).
فهل أبادر بهذه الفكرة بنية إفادة بعض الشباب مع تنبيههم على عدم مشاهدة الفيديوهات التافهة، أو أتراجع عن هذه الفكرة؟
علما أن شبابنا الآن يشاهدون 90 بالمئة من الفيديوهات التافهة، وبهذه الفكرة سوف تقل هذه النسبة -إن شاء الله-.
لكن السؤال هل عليَّ ذنب في النسبة المتبقية من الفيديوهات التافهة، وأحيانا المخلة بالأخلاق؟
جزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك، ويزيدك حرصا على الخير، ولا يخفى ما لوسائل التواصل الاجتماعي من تأثير بالغ في واقع الناس -لا سيما في الشباب وصغار السن-. فمن المهم جدا استغلالها في نشر المحتوى النافع المفيد.
ففكرتك هذه فكرة حسنة، ولا يلحقك إثم في المقاطع التي يقترحها التطبيق بغير اختيارك، فلم تقع منك إعانة مباشرة، ولا مقصودة على المُحَرَّم.
وانظر الفتوى: 197017. وراجع في ضابط الإعانة المحرمة الفتوى: 321739.
والله أعلم.