عنوان الفتوى : هل يثاب من وافق على استخدام عضو مستأصل منه للأبحاث الطبية ؟
لدي مرض مزمن في الأمعاء، وليس له علاج، ويسبب عادة الألم في البطن، كما يسبب الإسهال، وبعض المضاعفات الأخرى. ومنذ سنة تم استئصال جزء من الأمعاء بسبب الالتهاب، لتفاعل هذا المرض، وتم العثور بالصدفة على ورم سرطاني عصبي في هذا الجزء، وهو نادر، وصغير، وطلبوا مني أن يحتفظوا بذلك الجزء من الأمعاء للدراسة حول هذا الورم السرطاني المكتشف، لكونه نادرا، ويحتاجونه للبحوث، ويمكن أن يبقى عندهم عشر سنوات، فوافقت على هذا الشيء، فهل أكسب حسنات بسبب هذا الشيء؟ أم يجب دفنه؟
وشكرًا لكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء والعافية، والجزء المستأصل من الأمعاء لا يجب دفنه، وإنما يستحب.
جاء في المجموع شرح المهذب للنووي: قال أصحابنا -رحمهم الله-: والدفن لا يختص بعضو من علم موته، بل كل ما ينفصل من الحي من عضو، وشعر، وظفر، وغيرهما من الأجزاء يستحب دفنه، وكذلك توارى العلقة، والمضغة تلقيهما المرأة، وكذا يوارى دم الفصد والحجامة. اهـ.
وموافقتك على الاحتفاظ بذلك الجزء من أجل إجراء الدراسات حوله يرجى أن تثابي عليه، لما في ذلك من الإعانة على البحوث التي قد تؤدي إلى اكتشاف أدوية تفيد في علاج المرض، أو الوقاية منه.
وقد جاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: كل معروف صدقة. أخرجه البخاري من حديث جابر، ومسلم من حديث حذيفة.
جاء في فتح الباري لابن حجر: قال ابن بطال: دل هذا الحديث على أن كل شيء يفعله المرء، أو يقوله من الخير يكتب له به صدقة. اهـ.
والله أعلم.