عنوان الفتوى : الحكمة من اشتراط أربعة شهود في إثبات الزنا
لدي علم لابأس به في علوم الشريعة وأود توجيه هذا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ..... وبعد: أعلم أولاً أن هذه المسألة ثابتة بنص من كتابه الله تعالى صريح لا مجال للتشكيك فيه والاعتراض عليه. ومن فعل شيئاً من ذلك فهو مرتد والعياذ بالله. وقد عمل النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى هذه الآية كما في سنن ابن داود في قصة اليهودي الذي جاءوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم. كما عمل به أصحابه وخلفاؤه من بعده مما يدل على أن الحكم محكم . ثانياً أحكام الله تعالى حكيمة تؤدي الغرض المتوخى منها قطعاً ليست لها أي نتائج عكسية إطلاقا ،وهي ممكنة التطبيق في كل الأزمان والأماكن وفي كل الظروف والأحوال. والله سبحانه وتعالى شرط هذه الشروط في الشهادة على الزنا خاصة تغليظاً على المدعي لأن شهادته قد يترتب عليها قتل وعار دائم وسترا على العباد لطفا من الله تعالى والمسألة التي ذكرتها لم يكن سببها التقيد بهذا الحكم فعوذ بالله من اعتقاد ذلك وليس حلها عدم التقيد. بل إن سببها هو التمرد على شرع الله تعالى وعدم التقيد بأحكامه والتقليد لأعداء الله تعالى المنحلين الإباحيين. وحل هذه المشكلات وعلاجها النافع. بإذن الله تعالى هو الرجوع إلى شرع الله تعالى وتحكيمه في كل الميادين وأن يلزم كل أحد وظيفته التي جعله الله تعالى فيها وينصاع لحكم الله تعالى. والله تعالى أعلم