عنوان الفتوى : حكم قول: جسدي هو ملكي
ما حكم قول: "جسدي هو ملكي"؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحكم على هذه العبارة، يتوقف على معرفة المقصود بها، والسياق الذي قيلت فيه.
فإن كان المقصود به أنه ملكه، بمعنى أنه المخصوص به، والمستفيد بمنافعه فيما أذن الشرع فيه، والمسؤول عنه أمام الله -سبحانه- يوم القيامة، ومحاسب عليه.
فهذا معنى صحيح، قال تعالى: وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء:29}، وقال -أيضا-: وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {البقرة:195}.
وقد ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: فإن لجسدك عليك حقا، وإن لعينك عليك حقا...... الحديث. فجسد الإنسان ملكه بهذا المعنى.
أما إن كان المقصود أن للإنسان التصرف في جسده كتصرفه في سائر ممتلكاته، كما يردده دعاة الحرية المطلقة، أصحاب الأفكار المنحرفة، متذرعين بهذه العبارة للوصول إلى قمة السفاهة والانحلال الأخلاقي.
فهذا معنى باطل، باطل، مصادم لنصوص الشريعة التي تقيد تصرف الإنسان في جسده بما فيه مصلحته من حفظه عن كل ما يضره، وجلب كل ما فيه نفعه.
والله أعلم.