عنوان الفتوى : حكم التنقيب عن المياه باستعمال غصن زيتون وأسياخ نحاسية وبيضة
ما هو حكم اتباع الطرق التقليدية في عملية التنقيب عن المياه، باستعمال غصن زيتون، والأسياخ النحاسية والبيضة. مع العلم أني شاهدت هذه الطرق على اليوتيوب، وقمت بتجريبها ونجحت معي فقط؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم لهذه الطرق المشهورة في بعض البلاد أصلا ترجع إليه، لا من الشرع، ولا من العقل، ولا من التجربة والعادة!
وعلاقة السببية بين حركة هذه الأشياء (غصن الزيتون، أو أسياخ النحاس، أو البيضة) وبين وجود المياه في جوف الأرض. لا نعلم لها أصلا، واعتماد مثلها إنما هو نوع من الجهالة، وباب من أبواب الخرافة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رده على البكري، في معرض بيان مزاعم بعض الجهال: أيضًا أثبتوا أسبابًا في خلقه وأمره ونهيه ما أنزل الله بها من سلطان، بل إثباتها مخالف للشرع والعقل، فضلوا في إثبات أسباب لا حقيقة لها، وفي الإضافة إليها. اهـ.
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء هذا السؤال: نظرا لتأصل وانتشار ظاهرة التنقيب عن المياه الجوفية، وحفر الآبار بطرق بدائية وذلك بالاعتماد على ما يسمونه بـ: المرزم أو المسمع -أي: الذي يكشف عن وجود بئر في مكان معين ... الخ.
فأجابت اللجنة: إذا كان اختبار الأرض لمعرفة ما في جوفها، بأجهزة وآلات حديثة بناء على تجارب أجريت على طبقات الأرض وخبرة مكتسبة من هذه التجارب، فليس هذا من الكهانة ولا دعوى علم الغيب، بل هو من معرفة المسببات بأسبابها، كمعرفة الطبيب نوع المرض بالأجهزة الطبية الحديثة، ومثل هذا لا ينكر؛ لأنه جار على سنن الله الكونية من ربط الله المسببات بأسبابها، وبواطن الأمور بظواهرها، وعلى هذا فلا خطر على العقيدة منه. وأما إذا كان الإخبار عما في باطن الأرض تخمينا غير مبني على أسباب كونية، وتجارب علمية فهو خرص وتدجيل، وقد يصادف الواقع. اهـ.
وانظر للفائدة، الفتوى: 114743.
والله أعلم.