عنوان الفتوى : ما فائدة عاطفة الأنثى؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما الفائدة من عاطفة الأنثى، بغض النظر عن فائدتها العائدة على أطفالها، كونها رحيمة، وحنونة معهم؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله.

أولًا:

العواطف والمشاعر، والجانب الوجداني للإنسان كله: هو واحد من أجل وأعظم نعم الله على بني آدم، ولولا هذا الجانب لكنا أشبه بروبوتات آلية، ليس للحياة عندها معنى، ولا للنعم، ولا لأي شيء؛ لا تفرح ولا تسعد، ولا ترحم ولا تشفق، ولا تعطف ولا تحن، ولا تعفو ولا تسامح، بل ولا تحزن ولا تألم، ولا ترضى ولا تغضب.

كل هذه المشاعر، حتى الحزن والغضب: لها مساحة ضرورية من نفس الإنسان، ومن حياته كلها.

لذلك كان رسول الله يغضب إذا انتُهكت محارم الله، ولولا شعور الغضب، لما وُجدت تلك الشعبة الإيمانية التي مارسها رسول الله.

ثانيًا:

الانفعالات هي التي تلون الحياة، وتجعل لها قيمة، والانفعالات جزء أصيل من حياتنا، تُمدنا بالمعلومات المهمة عن أنفسنا، وهي شرط ضروري لبقائنا، فهي التي تمكننا من تحديد ما هو آمن بالنسبة لنا، وما هو خطير.

والمتدبر لانفعالات الناس، يجد أن الانفعال ليس شيئاً واحداً؛ بل يتضمن عدة مكونات قد تختلف في أهميتها، تتمثل في المشاعر، والسلوك، والمعارف، بالإضافة إلى السياقات الاجتماعية المتعددة التي تحدث فيها استجاباتنا الانفعالية.

ثالثًا:

يظهر من السؤال أنك تقرين بفائدة مشاعر الأنثى، لترحم ولدها وتعطف عليه وتحن عليه، لكن هذا في الحقيقة يقودنا للجانب الأعظم المهدر من فائدة المشاعر، المشاعر هي أداتنا الأساسية لنرحم أنفسنا، ونعطف على أنفسنا، ونترفق بأنفسنا، ونحسن إدارة أنفسنا عاطفيًا، لنحسن إدارتها ذهنيًا وسلوكيًا، وكل ذلك يقود الإنسان نحو كفاءته الذاتية التي يصير بها عبدًا أقرب إلى الله، فما من شيء أعطاه الله لنا، إلا وله دور في تحقيق العبودية لله.

كيف كنا سنحب الله، لو لم يكن لدينا شعور المحبة؟

كيف كنا سنشكر الله، لو لم يكن لدينا شعور الامتنان؟

كيف كنا سنغضب لانتهاك محارم الله، لولا شعور الغضب؟

كيف كنا سنرحم الخلق، لو لم تكن عاطفتنا رقيقة لطيفة، ومن لا يَرحم لا يُرحم.

خلق الله الأنثى لتكون ميزان العاطفة الذي تعتدل به كفة المنطق العملي لدى الرجل، ليسكن إليها، مع رقتها وضعفها، وهو في كامل قوته: ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ) الأعراف/189

مشاعر الإنسان عموما جزء لا يتجزأ من تكوينه الذي يعينه على خوض رحلة الحياة، عابدًا لربه، ومشاعر الأنثى بالذات هي جزء من تكوينها الذي يؤهلها لتكون نسمة اللطف التي تؤنس الحياة؛ لتقدم شكلًا من العبودية، تتجلى فيه شعب من الإيمان، لا تظهر على هذا الوجه إلا ومشاعر المرأة تحتضنه.

وصدق رسول الله القائل عن خديجة رضي الله عنها: (إني قد رزقت حبها) أخرجه مسلم(2435).

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...