عنوان الفتوى : نبذة عن بغيض بن عامر وأبي البختري وزمعة بن الأسود
السؤال
هل أسلم بغيض بن عامر بن هاشم كاتب صحيفة المقاطعة في شعب أبي طالب؟
وإذا كان الجواب: نعم، فلماذا لم يغير النبي -صلى الله عليه وسلم- اسمه؟ فهو يحمل معنى البغض والكراهية.
كذلك أريد أن أعرف (في نفس الموضوع) هل أسلم أبو الأسود، وأبو البختري اللذان كانا مجتمعين في دار الندوة؛ لاتخاذ قرار بشأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أم ماتا على الكفر؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
أما كاتب صحيفة المقاطعة، فقد اختلف في اسمه، وصحح جمع من العلماء أنه بغيض بن عامر، وقيل إنه دعا عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فشلت يده، ولا يعرف له إسلام.
قال الحلبي في كتابه: إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون، المعروف بالسيرة الحلبية، قال: واختلف في كاتب الصحيفة، فعند ابن سعد أنه بغيض بن عامر فشلت يده، ولم يعرف له إسلام. اهـ
أما أبو البختري وزمعة بن الأسود فقد قتلا كافرين يوم بدر.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد حفظ لأبي البختري وزمعة بن الأسود موقفهما ذلك من نقض الصحيفة، فنهى عن قتلهما يوم بدر في جماعة كانت لهم مواقف مشابهة.
فأما زمعة فقتله رجل لا يعرفه، وأما أبو البختري فلقتله قصة طريفة، ذكرها غير واحد من أصحاب السير، منهم الزبير بن بكار القرشي في جمهرة نسب قريش وأخبارها، قال:
قتل أبو البختري يوم بدر كافرا، قتله المجذر بن ذياد البلوي حليف الأنصار. وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد قال: من لقي أبا البختري فلا يقتله. وكان ممن قام في الصحيفة، وكان يدخل الطعام على بني هاشم في الشعب. فقال المجذر بن ذياد: فلقيته فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن لا نقتلك. فقال: أنا وزميلي. ومعه رجل، فقلت: لا. فقال: لا: لا يُسْلِمُ ابنُ حُرَّةٍ زَمِيلَهْ * حتَّى يموتَ أو يَرَى سَبِيلَهُ. انتهى
والله أعلم.