عنوان الفتوى : حكم قتل القطة التي تؤذي
قد قتلت قطة في ما سبق، وذلك لكونها تؤذي الجيران ولكثرة شكوى الجيران منها.. فما جزائي عند الله عز وجل يوم القيامة؟ وكيف أكفر عن هذا الذنب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا كانت القطة التي قتلتها مؤذية إيذاءً خارجاً عن العادة واشتكى الناس من أذيتها، فلا حرج عليك في قتلها. وقد ذهب جماعة من العلماء إلى جواز قتل الهرة إذا كانت بهذه الصفة ولم يمكن دفعها إلا بالقتل، قال شيخ الإسلام عز الدين ابن عبد السلام رحمه الله وقد سئل عن قتل الهر المؤذي: إذا خرجت أذيته عن عادة القطط وتكرر ذلك منه قتل. وقال صاحب مطالب أولي النهى -وهو من كتب الحنابلة-: ويجوز قتل هر بأكل لحم ونحوه كالفواسق، على الصحيح من المذهب وقدمه في الفروع، وفي الترغيب له قتلها إذا لم تندفع إلا به كالصائل. انتهى. وقال في رد المحتار: وجاز قتل ما يضر منها كالكلب العقور وهرة تضر ويذبحها. انتهى. والحاصل أنه إذا كانت الهرة مؤذية أذىً خارجاً عن العادة، ولم يمكن دفعها بضربٍ خفيف أو زجر أو إخراجٍ من البيت ونحو ذلك جاز قتلها، وذهب الأحناف إلى أنها تقتل ذبحاً، وأما إذا لم تكن مؤذية إيذاءً بالغاً وإنما على عادة القطط، فإنها لم يجز قتلها، فإن قتلت أثم القاتل ولزمته التوبة. والله أعلم.