عنوان الفتوى : الشهادة لأمّهات المؤمنين وابن رسول الله إبراهيم أنهم في الجنة
السؤال
هل نشهد لأحد عرفت مكانته لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم -كأمهات المؤمنين- بالجنة على التعيين، كسودة -رضي الله عنها-، وابن رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم -رضي الله عنه-؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإننا نشهد أن سودة، وسائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهنّ، في الجنة، وهذا من عقيدة أهل السنة والجماعة، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الواسطية: وَيَتَوَلَّوْنَ أَزْوَاجَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَيُؤْمِنُونَ بَأَنَّهُنَّ أَزْوَاجُهُ فِي الآخِرَةِ. اهــ.
وقال ابن كثير في تفسيره: أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ قَاطِبَةً عَلَى أَنَّ مَنْ تُوُفِّيَ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَزْوَاجِهِ، أَنَّهُ يَحْرُمُ عَلَى غَيْرِهِ تَزْوِيجُهَا مِنْ بَعْدِهِ؛ لِأَنَّهُنَّ أَزْوَاجُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَأُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِينَ. اهــ.
وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي على أزواجه، فقال: قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَأَزْوَاجِهِ، وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَأَزْوَاجِهِ، وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. متفق عليه.
وكذا نشهد أن إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن له مرضعًا في الجنة، كما في البخاري من حديث البَرَاءَ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الجَنَّةِ.
وانظر للفائدة، الفتوى: 267052 حول حكم الشهادة للصحابة بالجنة بالعموم وبالتعيين.
والله أعلم.