عنوان الفتوى : الإنسان مخير في الأمور التي يترتب عليها الثواب والعقاب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أخي الكريم السلام عليكم و رحمة الله وبركاتههل الإنسان مسير أم مخير؟ وإن كان مخيرا ما مدى هذا التخيير، وهل ينطبق هذا التخيير في أمور مثل الزواج وعمل الخير وغير ذلك؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
لا يصح أن يقال إن الإنسان مسير أو مخير لأن الإنسان مخير ومسير ، فهو ميسر لما خلق له ، أما كونه مخيراً فلأن الله تعالى أعطاه عقلاً وسمعاً و إدراكاً وإرادةً فهو يعرف الخير من الشر والضار من النافع وما يلائمه وما لا يلائمه ، فيختار لنفسه المناسب ويدع غيره ، وبذلك تعلقت التكاليف الشرعية به من الأمر والنهي ، واستحق العبد الثواب على الطاعة، والعقاب على المعصية. قال تعالى:( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) الإنسان: 2،3 وقال سبحانه :(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) الشمس:7ـ10
وأما كونه مسيراً فلأنه لا يخرج بشيء من أعماله كلها عن قدرة الله تعالى ومشيئته، قال عز من قائل: (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين) [التكوير: 29] وقد قال صلى الله عليه وسلم : "إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب مقادير الخلق إلى يوم القيامة" رواه الترمذي وصححه، وأبو داوود. والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة جداً.
ولذلك فالإنسان ميسر لما خلق له ، فقد سئل صلى الله عليه وسلم عن مسألة القدر وما يعمل الناس فيه : أهو أمر قد قضي وفرغ منه أم أمر مستأنف؟ فقال: " بل أمر قد قضي وفرغ منه فقالوا : ففيم العمل؟ فقال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له … " الحديث رواه مسلم. والله أعلم.