الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم دار الصحابي الجليل الأرقم ابن أبي الأرقم المخزومي القرشي في مكة المكرمة مكاناً سرياً لتجمع أصحابه، وتعليمهم كتاب الله تعالى وأمور دينهم. وذلك لحسن موقعها في مكة، ولمكانته هو في قومه، وبعدها عن أنظار الأعداء.... ذكر ذلك في غير واحد من كتب السيرة النبوية الشريفة. وأما ابن سيدنا نوح عليه السلام فلم يكن واحدا، فقد ذكرت كتب الأخبار أن له أربعة أبناء هم سام، وحام، ويافث، وهؤلاء مسلمون ونجوا معه من الغرق في السفينة. وأما الرابع فاسمه يام وهو كافر، وهو الذي ورد فيه قول الله تعالى: وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ [هود:42]، ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره. والله أعلم.