عنوان الفتوى : مذاهب العلماء في الزيادة على قول: بسم الله عند الأكل

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

تناقشت مع أحد زملائي يوما عن الالتزام بنص الحديث بدون اجتهاد أم نجتهد في فهمه، وكمثال على ذلك؛ التسمية قبل الأكل والشرب، فنص الحديث يقول بسم الله. فهل يجوز قول التسمية كاملة "بسم الله الرحمن الرحيم" وكحديث: "من قال لا إله الله دخل الجنة" فهل عند تلقين الميت نلتزم بهذا الحديث؟ أم يجوز قول الشهادة كاملة؟ وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فالمشروع في التسمية عند الأكل هو قول: "بسم الله" وهذا اللفظ هو الذي جاءت به الأحاديث، قال الحافظ ابن حجر في الفتح عند تبويب البخاري: باب التسمية على الطعام، والأكل باليمين. قال:
المراد بالتسمية على الطعام قول بسم الله في ابتداء الأكل، وأصرح ما ورد في صفة التسمية ما أخرجه أبو داود والترمذي من طريق أم كلثوم عن عائشة مرفوعا: "إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: بسم الله، فإن نسي في أوله فليقل: بسم الله في أوله وآخره". اهـ

وأما زيادة "الرحمن الرحيم" فللعلماء فيها قولان، كما قال في حاشية الدسوقي: وَتَسْمِيَةٌ بِأَنْ يَقُولَ عِنْدَ الِابْتِدَاءِ بِسْمِ اللَّهِ، وَفِي زِيَادَةٍ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَوْلَانِ .. اهــ.
وهذه من المسائل الاجتهادية، فمن العلماء من يرى مشروعية الزيادة لأنها أكمل، وهذا ما نص عليه فقهاء الحنابلة والشافعية وجمعٌ من المالكية، فالتسمية عندهم لها لفظٌ أقلُّ مجزئ، ولها لفظ أكمل وهي بزيادة "الرحمن الرحيم" ، قال الشربيني الشافعي في مغني المحتاج: وَأَقَلُّهَا بِسْمِ اللَّهِ، وَأَكْمَلُهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .. اهــ ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ويقول عند الأكل: باسم الله. فإن زاد «الرحمن الرحيم» كان حسنًا؛ فإنه أكمل. اهـ
وبعضهم يرى الاقتصار على "بسم الله" وأنه لا دليل على أفضلية الزيادة، قال ابن الحاج المالكي في المدخل: وكذلك لا يقول بسم الله الرحمن الرحيم لأنه لم يرد ذلك؛ وإنما ورد بسم الله .. اهــ ، ومثله في شرح كفاية الطالب: تَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ، جَهْرًا وَلَا تَزِيدَ: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. اهــ.

وقال الحافظ ابن حجر متعقبا النووي في تفضيل الزيادة: وأما قول النووي في أدب الأكل من "الأذكار" : صفة التسمية من أهم ما ينبغي معرفته، والأفضل أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم، فإن قال بسم الله كفاه وحصلت السنة. فلم أر لما ادعاه من الأفضلية دليلا خاصا. اهــ

وكذا في التلقين يشرع زيادة " أن محمدا رسول الله " قال في عون المعبود: قَوْلُهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَيْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ والمراد هي وضميمتها محمد رسول الله ... وَقَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ: وَالْمُرَادُ بِقَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ كَلِمَتَا الشَّهَادَةِ، فَلَا يَرِدُ إِشْكَالُ تَرْكِ ذِكْرِ الرِّسَالَةِ، قَالَ الزَّيْنُ بْنُ الْمُنِيرِ: قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَقَبٌ جَرَى عَلَى النُّطْقِ بِالشَّهَادَتَيْنِ شَرْعًا. اهـــ
وفي التيسير شرح الجامع الصغير: أما الْكَافِر فيلقنهما قطعا؛ إِذْ لَا يصير مُسلما إِلَّا بهما. اهــ .

والله تعالى أعلم.