عنوان الفتوى : المحافظة على التوبة.
لقد تعرضت للملامة من قبل بعض الناس عندما قررت ترك سماع الأغاني والرقص والتشبة بالكافرات في لباسهن ، فهل تسرعت في قراري؟ مع العلم أني مازلت أتخبط في طريق التوبة ، وأريد بعض الادلة لأرد على نظرات المستهزئين من قراري .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي فعلته هو الصواب ، حيث قمت بترك ماضيك وهجره إلى غير رجعة إن شاء الله ، وليس في هذا أي تسرع أو تخبط ، بل هذا هو الأصل الذي كان ينبغي أن تفعليه ، وقد وفقت لهذا ولله الحمد.
خير ما أوصيك به في هذه الفترة أن تحمدي الله على نعمة الهداية ، عليك أن تعلمي أنها نعمة لو قورنت بالدنيا وما فيها لكانت خيراً منها ، ولعلك الآن تشعرين بالبون الشاسع بين حياة الضياع والتفلت والبعد عن الدين ، وما يصاحب ذلك - في الغالب - من قلق وهم واضطراب وضيق في الصدر، وبين الحياة الأخرى وهي حياة الصلاة والقرآن والدعاء والبكاء من خشية الله ، فلا تلتفتي إلى هؤلاء المستهزئات ، فالله معك .
ثم إن عليك الابتعاد عن هذه الرفقة السيئة تماماً واستبدالها برفقة طيبة صالحة تعينك على الخير الذي أنت فيه ، كما أوصى ربنا نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: ( واصبر نفسك مع الذي يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً ) [ الكهف: 28].
وإياك والدخول معهم في أية مناقشات في الفترة الحالية ، لأنك ما زلت في بداية الطريق ، وحاجتك إلى الأمور المعينة على الثبات أولى وأهم من مناقشة أمثال هؤلاء النسوة هداهن الله . وننصحك بأن تكثري من قراءة القرآن وبالمحافظة على الأذكار وعلى الصلوات في أوقاتها ، وأن تكثري في السجود هذا الدعاء : " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك " ، ومن الأدعية المهمة لك: " اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد ، اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي ، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير ، واجعل الموت راحةً لي من كل شر" .
والله أعلم .