عنوان الفتوى : الإحسان إلى الكافرلا يستلزم مودته
في سورة لقمان آية رقم15(وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) وفى سورة المجادلة آية رقم 22(لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم) نجد في السورة الأولى أنها تحث على مصاحبة الأبوين مهما فعلا حتى لو جاهدا على الشرك بالله وفي الصورة الثانية تجب محاربة الأبوين نرجو التفسير ولكم الشكر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا تعارض بين الآيتين المذكورتين، وذلك لأن آية المجادلة تفيد أن موادة من يعلم أنه محاد لله ورسوله، تنافي الإيمان، ولو كان أقرب الناس، وآية لقمان تفيد وجوب بر الوالدين والإحسان إليهما ولو كانا مشركين، والإحسان إلى الكافر وبره، لا يستلزم مودته ومحبته وموالاته. لقول الله عز وجل: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة:8]. قال الطبري: لا معنى لقول من قال ذلك منسوخ، لأن بر المؤمن بمن بينه وبينه قرابة نسب من أهل الحرب أو بمن لا قرابة بينه وبينه ولا نسب، غير محرم ولا منهي عنه إذا لم يكن في ذلك دلالة له أو لأهل الحرب على عورة لأهل الإسلام.
والله أعلم.