عنوان الفتوى : ما أصَرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ وَإنْ عادَ
بسم الله الرحمن الرحيم.. ما حكم من يعود إلى المعصية بعد التوبة منها..وقد يحدث هذا تكرارا إذ ينوي الشخص ترك تلك المعصية ولكن يغويه الشيطان فيعود إليها ثانية ثم يتوب ويعود وهكذا يتقلب بين المعصية والتوبة منها، علما بأن المجتمع الذي يعيش فيه يشجعه على اقتراف المعاصي..أعاذنا الله وإياكم..؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الإنسان قد يقع في المعصية والذنب استسلامًا لقهر الهوى أو لنزعة النفس أو لغلبة الشيطان. والمؤمن مطالب بمقاومة ذلك كله. وإذا علم أن البيئة لا تساعده على الاستقامة وجب عليه أن يهاجر إلى مكان آخر يحافظ فيه على إيمانه واستقامته إن أمكنه ذلك. وأما معاودته الذنب بعد التوبة منه، فلا تمحو توبته الأولى، إذا كانت خالصة لله، مع توفر شروط قبولها التي هي: الإقلاع عن الذنب، والندم عليه، والعزم ألا يعود إليه. وعليه أن يستكثر من الاستغفار. روى أبو داود والترمذي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، رفعه: ما أصَرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ وَإنْ عادَ في اليَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً. وأخرج الشيخان وأحمد ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن عبداً أصاب ذنباً، وربما قال: أذنب ذنباً، فقال: ربِّ أذنبت، وربما قال: أصبت، فاغفر لي، فقال ربه: أعَلِمَ عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنباً، أو أذنب ذنباً، فقال: ربِّ أذنبت - أو أصبت - آخر فاغفره؟ فقال: أعَلِمَ عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنباً، وربما قال: أصاب ذنباً، قال: قال: ربِّ أصبت - أو قال: أذنبت - آخر فاغفره لي، فقال: أعَلِمَ عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثلاثاً، فليعمل ما شاء. ومما يعين على الاستقامة مطالعة كتب الترغيب والترهيب وأهوال يوم القيامة، مع الصلاة في الجماعة، وحضور الدروس والمحاضرات الدينية، ومجالسة أهل الخير، والبعد عن قرناء السوء. والله أعلم.