عنوان الفتوى : معاملة الوالدين بالحسنى واجبة
أنا شاب التزمت مؤخرا بشرع الله والحمد لله وأنا أدرس فى كلية الطب غير أنه تواجهنى مشكلة أنا فى حيرة بسببها وهى والداي فعلى الرغم من أنهما لا يمنعانى من الصلاة فى المسجد ولا من قراءة القرءان فى المسجد إلا أنهما يمنعانى من الاختلاط بإخوانى فى المسجد أو الحديث اليهم أو زيارتهم أو حتى استعارة كتابا أو شريطا مسموعا ونحو ذلك من الأمور التى قد تساعدنى فى ارتقاءى الايمانى مما جعلنى معزولا كل العزلة فهل أنا إن خالفتهم أكون قد وقعت فى العقوق علما بأنى أؤكد لهما أن أهل المسجد أناس طيبون وليسوا كما يظنان ولكن لخوفهم الشديد على يرفضان كل محاولاتى أفيدونى جزاكم الله خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك أن تعامل أبويك بشيء من الحكمة واللطف وأن تعلم أن لهما حقاً عليك لا يسقط ولو كانا مشركين نعيذهما بالله من ذلك قال تعالى: ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن أشكرلي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ) [لقمان: 14-15]
وفي هذه الآية حل لمشكلتك فصاحب والديك بالمعروف واتبع سبيل من أناب وتاب إلى الله تعالى وادع الله أن يشرح صدر والديك للحق وقبوله وحب أهله وحاول بين الحين والآخر أن تقنعهم بصحة مسلكك ومسلك إخوانك الصالحين الذين تجتمع بهم وأقنعهما بأن مجالستك لهم سبب بإذن الله تعالى في صلاحك واستقامتك على الدين الذي يرضي الله تعالى.
وأخبرهم بما يترتب على صلاحك من خير كثير لهما في الدنيا والآخرة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا مات الإنسان انقطع عمله من الدنيا إلا من ثلاث إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" والحديث في صحيح مسلم وصحيح ابن خزيمة والمسند والسنن.
والله أعلم.