عنوان الفتوى : الدنيا والآخرة لكلٍ سعي
أنا إنسانة طموحة جداً في حياتي ولكن من حولي يقول لي إنني إنسانة تفكر في الدنيا فقط وتريد كل شيء فيها ولكنني والحمد لله أعرف فضل ربي علي وأعرف ما لي وما علي من الواجبات والحقوق، فهل هذا صحيح سيدي الشيخ وأيضا أريد أن أسأل عن كيفية التخلص من مرض النفاق الذي يسيطر على حياتي ولا يجعلني أعيشها بشكل سوي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: أولاً: ينبغي على الإنسان المسلم أن تكون الآخرة أكبر همه، وأن لا يجعل طموحه في الدنيا هو شغله الشاغل، روى البيهقي بإسناد صحيح عن زيد بن ثابت مرفوعاً: من كان همه الآخرة جمع الله له شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا راغمة، ومن كان همه الدنيا فرق الله عليه أمره وجعله فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له. وهذا لا يعني أن يترك الإنسان مصالحه الدنيوية التي لا بد منها، وأما كونك تعرفين فضل الله عليك وما لك وما عليك من الواجبات والحقوق فهذا حسن، ولكن المعرفة وحدها لا تكفي بل لا بد من العمل بما تقتضيه هذه المعرفة. وأما كيفية التخلص من النفاق الذي يسيطر على حياتك ولا يجعلك تعيشينها بشكل سوي، فأول دواء هو الالتجاء إلى الله ودعاؤه وصدق اللجوء إليه بأن يصرف عنك هذا الداء العضال (النفاق). كما أن من أسباب التخلص منه معرفة ما أعد الله عز وجل للمنافقين من العذاب الأليم والنكال العظيم نسأل الله العافية. وكذلك صحبة الأخوات المستقيمات على طاعة الله عز وجل، وحضور المحاضرات النافعة والأشرطة الإسلامية المفيدة، وكذلك الابتعاد عن رفيقات السوء اللائي يتصفن بصفة النفاق، نسأل الله الهداية للجميع. والله أعلم.