عنوان الفتوى : مجاهدة النفس على الطاعة تورث الهداية والثواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هل يؤجر الإنسان على مجاهدة نفسه على الطاعة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فحينما تكلم العلماء عن الصبر ذكروا أن له أقساماً ثلاثة: الصبر على المصائب والمكاره، والصبر عن المعاصي، والصبر على الطاعات. ولا شك أن من جاهد نفسه على الاستمرار في الطاعات والمحافظة عليها مأجور عند الله، وسوف يوفقه الله ويهديه الصراط المستقيم بإذنه جلا وعلا كما قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) [العنكبوت: 69] وقال تعالى: (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) [محمد: 17] فالذي يجاهد نفسه على فعل الطاعة يثاب على صبره، ثم إن الله سبحانه وتعالى سيوفقه ويدله على الطريق الموصل إلى رضاه ويزيده هدى. وهذا الباب أي باب المجاهدة باب توفيق يوفق الله فيه من شاء من عباده، ومما يدل على ذلك أن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم أسألك مرافقتك في الجنة. أجابه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " أعني على ذلك بكثرة السجود." رواه مسلم. وكثرة السجود تحتاج إلى مجاهدة نفس ومصابرة، لأنه لما كانت المهمة عالية والأمنية من هذا الصحابي غالية كان الطريق إلى الوصول إليها فيه شيء من المشقة على النفوس لكن في نهايته منزلة عظيمة وأي منزلة!! إنها مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، وكل ما كانت له بداية محرقة كانت له نهاية مشرقة. وبارك الله فيك على حرصك واجتهادك. والله أعلم.