عنوان الفتوى : ثبوت صحبة الأخنس بن شريق
ما هو حال الأخنس بن شريق؟ وهل مات على الإسلام أو الكفر؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جزم الحافظان الذهبي وابن حجر بإسلام الأخنس بن شريق وبصحبته، فقد قال الذهبي ـ رحمه الله ـ في سير أعلام النبلاء في ترجمة ابن أبي نجيح: عبد الله بن أبي نجيح الإمام الثقة المفسر، أبو يسار، الثقفي، المكي، واسم أبيه يسار مولى الأخنس بن شريق الصحابي. انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة: الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي أبو ثعلبة، حليف بني زهرة، اسمه أبي، وإنما لقب الأخنس لأنه رجع ببني زهرة من بدر لما جاءهم الخبر أن أبا سفيان نجا بالعير، فقيل خنس الأخنس ببني زهرة، فسمي بذلك، ثم أسلم الأخنس فكان من المؤلفة، وشهد حنينا ومات في أول خلافة عمر، ذكره أبو موسى عن ابن شاهين، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن يزيد عن رجاله، وكذا ذكره ابن فتحون عن الطبري، وذكره الذهلي في الزهريات بسند صحيح عن الزهري، عن سعيد بن المسيب: أن أبا سفيان وأبا جهل والأخنس اجتمعوا ليلا يسمعون القرآن سرا، فذكر القصة، وفيها أن الأخنس أتى أبا سفيان فقال ما تقول؟ قال أعرف وأنكر، قال أبو سفيان، فما تقول أنت؟ قال أراه الحق، وذكر ابن عطية عن السدي أن الأخنس جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأظهر الإسلام وقال الله يعلم أني صادق ثم هرب بعد ذلك فمر بقوم من المسلمين فحرق لهم زرعا وقتل حمرا فنزلت: ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام.. إلى قوله: بئس المهاد ـ وقال ابن عطية ما ثبت قط أن الأخنس أسلم، قلت: قد أثبته في الصحابة من تقدم ذكره، ولا مانع أن يسلم ثم يرتد، ثم يرجع إلى الإسلام. انتهى.
والله أعلم.