عنوان الفتوى : هل ولد الرسول صلى الله عليه وسلم مختوناً
هل ولد الرسول صلى الله عليه وسلم مختوناً أم ختن كسائر الناس ؟.
الحمد لله
فقد ذكر ابن القيم رحمه الله في ختان النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أقوال ، فقال :
وقد اختلف فيه على أقوال :
أحدها : أنه ولد مختونا
والثاني : أن جبريل ختنه حين شق صدره
الثالث : أن جده عبد المطلب ختنه على عادة العرب في ختان أولادهم .
" تحفة المولود " ( ص 201 ) .
أما الرأي الأول : فقد أورد ابن القيم في كتابه المذكور أحاديث كثيرة تدل على ذلك ولكنه حكم عليها كلها بالضعف ، ثم ذكر أن الصبي إذا ولد مختوناً : فإن هذه نقيصة وليست منقبة لصاحبها كما يظنه بعض الناس.
قال رحمه الله تعالى :
وقيل : إن قيصر ملك الروم الذي ورد عليه امرؤ القيس وُلد كذلك [يعني غير مختون] ، ودخل عليه امرؤ القيس الحمَّام فرآه كذلك فقال يهجوه :
إني حلفت يمينا غير كاذبة لأنت أغلف إلا ما جنى القمر
يعيره أنه لم يختتن ، وجعل ولادته كذلك نقصا ، وقيل : إن هذا البيت أحد الأسباب الباعثة لقيصر على أن سمَّ امرء القيس فمات .
وكانت العرب لا تعتد بصورة الختان من غير ختان وترى الفضيلة في الختان نفسه وتفخر به.
قال ابن القيم : وقد بعث الله نبيَّنا من صميم العرب ، وخصَّه بصفات الكمال من الخلق ، والنسب فكيف يجوز أن يكون ما ذكره من كونه مختوناً مما يميز به النبي ويخصص ، وقيل : إن الختان من الكلمات التي ابتلى الله بها خليله فأتمهن وأكملهن وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل وقد عد النبي الختان من الفطرة ، ومن المعلوم : أن الابتلاء به مع الصبر مما يضاعف ثواب المبتلى به وأجره ، والأليق بحال النبي أن لا يسلب هذه الفضيلة وأن يكرمه الله بها كما أكرم خليله فإن خصائصه أعظم من خصائص غيره من النبيين وأعلى .
" تحفة المولود " ( 205 – 206 ) .
أما الرأي الثاني فقد قال فيه :
وحديث شق الملك قلبه قد روي من وجوه متعددة مرفوعاً إلى النبي وليس في شيء منها أن جبريل ختنه إلا في هذا الحديث فهو شاذ غريب .
" تحفة المولود " ( ص 206 ) .
وأما الرأي الثالث فقد قال فيه :
قال ابن العديم : وقد جاء في بعض الروايات أن جده عبد المطلب ختنه في اليوم السابع ، قال: وهو على ما فيه أشبه بالصواب ، وأقرب إلى الواقع .
" تحفة المولود " ( ص 206 )
وقال ابن القيم في زاد المعاد (1/82) :
وقد وقعت هذه المسألة بين رجلين فاضلين صنف أحدهما مصنفا في أنه صلى الله عليه وسلم ولد مختونا وأجلب فيه من الأحاديث التي لا خطام لها ولا زمام ، وهو كمال الدين بن طلحة ، فنقضه عليه كمال الدين بن العديم وبين فيه أنه صلى الله عليه وسلم ختن على عادة العرب ، وكان عموم هذه السنة للعرب قاطبة مغنيا عن نقل معين فيها والله أعلم اهـ .
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |