عنوان الفتوى : الأنهار التي تنبع من الجنة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

سمعت أنه أثناء الإسراء والمعراج رأى نبينا 4 أنهار ، وعندما سأل المَلَك عن الأنهار ، تم إخباره بأن أحد الأنهار هو نهر النيل والنهر الآخر من هذا العالم هذه الدنيا ، في حين أن النهرين الآخرين غير معروفين. فهل يمكن أن توضح هذا الموضوع أكثر حول الأنهار؟

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

الجواب : 

الحمد لله  

أولًا :

في الحديث الشريف الذي رواه "مسلم" في صحيحه (164) ، أن النبي صلى الله عليه وسلم  : رَأَى أَرْبَعَةَ أَنْهَارٍ يَخْرُجُ مِنْ أَصْلِهَا نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ ، وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ ، مَا هَذِهِ الْأَنْهَارُ؟ قَالَ : أَمَّا النَّهْرَانِ الْبَاطِنَانِ: فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ : فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ  .

وروى "البخاري" في صحيحه (5610 ): عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:   رُفِعْتُ إِلَى السِّدْرَةِ، فَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ : نَهَرَانِ ظَاهِرَانِ وَنَهَرَانِ بَاطِنَانِ ، فَأَمَّا الظَّاهِرَانِ : النِّيلُ وَالفُرَاتُ ، وَأَمَّا البَاطِنَانِ : فَنَهَرَانِ فِي الجَنَّةِ  .

قال "النووي" : " معناه : أن الأنهار تخرج من أصلها، ثم تسير حيث أراد الله تعالى حتى تخرج من الأرض، وتسير فيها ، وهذا لا يمنعه عقل ولا شرع ، وهو ظاهر الحديث؛ فوجب المصير إليه ، والله أعلم " انتهى من "شرح النووي على مسلم" (2/ 225).

ثانيًا :

روى "مسلم" في صحيحه (2839) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ ، وَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ: كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ  .

قال الحافظ "ابن حجر" في "الفتح" (7/ 214): " وفي حديث أبي سعيد : ( فإذا فيها عين تجري يقال لها السلسبيل ، فينشق منها نهران ، أحدهما : الكوثر ، والآخر يقال له : نهر الرحمة .

قلت : فيمكن أن يفسر بهما النهران الباطنان المذكوران في حديث الباب ، وكذا روي عن مقاتل قال: الباطنان ، السلسبيل والكوثر .

وأما الحديث الذي أخرجه مسلم بلفظ ( سيحان وجيحان والنيل والفرات من أنهار الجنة ) : فلا يغاير هذا ، لأن المراد به : أن في الأرض أربعة أنهار أصلها من الجنة .

وحينئذ لم يثبت لسيحون وجيحون أنهما ينبعان من أصل سدرة المنتهى ، فيمتاز النيل والفرات عليهما بذلك .

وأما الباطنان المذكوران في حديث الباب: فهما غير سيحون وجيحون والله أعلم .

قال النووي في هذا الحديث : أن أصل النيل والفرات من الجنة ، وأنهما يخرجان من أصل سدرة المنتهى ثم يسيران حيث شاء الله ، ثم ينزلان إلى الأرض ، ثم يسيران فيها، ثم يخرجان منها ، وهذا لا يمنعه العقل ، وقد شهد به ظاهر الخبر فليعتمد " انتهى .

وقال "ابن عثيمين" : " قال بعض أهل العلم: إنها من أنهار الجنة حقيقة ، لكنها لما نزلت إلى الدنيا غلب عليها طابع أنهار الدنيا، وصارت من أنهار الدنيا ...

وللعلماء فيها تأويلات :

1 - أنها من أنهار الجنة حقيقة ، لكن لما نزلت إلى الأرض صار لها حكم أنهار الدنيا .

2 - أنها ليست من أنهار الجنة حقيقة ، لكنها أطيب الأنهار وأفضلها ، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الوصف لها ، من باب رفع شأنها ، والثناء عليها .

والله أعلم بما أراد رسوله صلى الله عليه وسلم "، انتهى من "شرح رياض الصالحين" (6/ 674).
 

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...