عنوان الفتوى : لا حرج في مخاطبة المرأة الرجل هاتفيا بشرط عدم الخضوع في القول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله في جهودكم . كنت أتحدث في شبكتنا المحلية وكنت أكتب مقالات إسلامية فيها نصائح قيمة فالكثير يرسل لي بيجا للتحدث معي ولكن هناك من سألني وقال : هل يجوز الرجل أن يتحدث مع امرأة بالهاتف ؟ فقلت :لا . فقال : طيب أنا أكلمكِ الآن عن طريق البيج أليس هذا حراما ؟ ففزعت من كلامه حتى نبهني لأمر مهم . فقلت ربما هذا حرام وأنا سوف أغلق البيج نهائيا .. فأنا الآن أغلقت البيج .. ولكن سؤالي هو : هل البيج حرام مع أن الصوت لا يظهر .. وحديثي كله ذكر الله .. فكم من شخص أزعجني وأنا أذكره بالله .. وهناك الكثير الكثير تغيّر مجرى حياتهم حسب ماقالوا يقولون : نعم الأخت أنتِ .. فأنتِ تذكريننا بالله .. فجزاك الله خيرا .. ولكن يا أهل العلم هل البيج حرام ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد كرم الإسلام المرأة أيما تكريم، ورفع من شأنها وأعطاها حقوقها التى سلبتها الأمم قبلُ. ومن تكريم الإسلام للمرأة صيانتها عن الابتذال ، ولذلك أمرها الله تعالى بالحجاب وأن تغض من صوتها وألا تخضع بالقول، قال تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)[ النور: 31] وقال تعالى: ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) [الأحزاب: 32]. فلكي لا تكون المسلمة جسرا الىً ما يغضب الله فعليها أن تحتاط في كلامها وأن يكون ذلك على قدر الحاجة الداعية إلى ذلك وأن يكون كلامها بغير خضوع فإذا كان ذلك كذلك فلا حرج في مخاطبة المرأة الرجل على الهاتف قال تعالى: (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) [الأحزاب: 53]. وليس عليها حرج في الكتابة أو التحدث عن طريق ما يسمى بـ (البيج) إذا التزمت بالضوابط الشرعية وراعتها جيداً. فإن علمت من نفسها ميلا عن هذه الضوابط التي تصونها فلا ينبغي التساهل في هذا أبداً ، لما يترتب عليه من مفاسد عظيمة وشرور كبيرة. ونقول للأخت الكريمة : إن اشتغالها مع بنات جنسها خير لها ، وهو مجالها الطبيعي ، ولن تستطيع أن توفيه حقه ، وهي به أعرف وعليه أقدر، ولم تكلف دعوة الرجال ابتداءً . ودرء المفاسد المفضية إلى الشر مقدم على المنافع التي لايتوقف جلبها عليك.
والله أعلم.