عنوان الفتوى : حكم الاستمتاع بسماع أذان أهل البدع
ما حكم الاستماع لأذان أهل البدع هل هو حلال أم حرام؟ مع العلم أني مسلم سني -والحمد لله- ولكني أستمتع بصوت أذانهم!
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فيحرم على المسلم الاستمتاع بسماع البدعة؛ لأنه خلاف ما هو مفروض عليه من إنكارها ولو بالقلب، كما في حديث: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ» رواه مسلم. ولا شك أن الاستمتاع بها دليلٌ على استحسانها والرضا بها، فأين واجب الإنكار بالقلب حينئذ؟!!
جاء في الموسوعة الفقهية: الإْنْكَارُ بِالْقَلْبِ فَرْضُ عَيْنٍ عَلَى كُل مُكَلَّفٍ وَلاَ يَسْقُطُ أَصْلًا؛ إِذْ هُوَ كَرَاهَةُ الْمَعْصِيَةِ وَهُوَ وَاجِبٌ عَلَى كُل مُكَلَّفٍ ... اهـ.
وفي مجموع فتاوى ابن باز -رحمه الله تعالى-: والإنكار بالقلب فرض على كل واحد؛ لأنه مستطاع للجميع، وهو بغض المنكر وكراهيته ومفارقة أهله عند العجز عن إنكاره باليد واللسان ... اهــ.
وإذا كان إنكار القلب فرضًا فإنه لا يتصور مع الاستمتاع بسماع المنكر.
والله تعالى أعلم.