عنوان الفتوى : محبة غير المسلم .. حالات الجواز والحرمة
أريد تفصيلا وشرحا لمعنى أولياء، أريد شرحا مفصلا، فقد قرأت أغلب التفاسير عن الآية ولم أفهم كيف تكون الولاية، وهل التحدث معهم في شؤون الحياة يعد ولاية لهم؟ أم يعد من المصاحبة بالمعروف؟ وهل أكل طعام الأم الكافرة وإبداء الرأي في طبخها يعد ولاية أو محبة لها فيعتبر غير جائز؟ قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون}.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم معنى الولاء والبراء، ومن تجب علينا موالاتهم، ومن تجب علينا معاداتهم، مع أدلة ذلك في الفتوى رقم: 32852.
ولا يعتبر من الولاء المحرم الكلام مع الكافر في الأمور وأكل طعامه، فقد أكل النبي صلى الله عليه وسلم من طعام اليهود، واقترض شعيرا من بعضهم، وكان بعض أصحابه يعملون معهم بالاجرة.
ثم إن المحبة للكافر إذا لم تكن لدينه، بل لعلاقة بين المسلم وبين الكافر كعلاقة القرابة أو علاقة الزواج أو المعاملة أو لما يقدمه الكافر من نفع للناس فهذه المحبة لا تحرم، ويدل لذلك جواز حب المسلم لقريبه أو زوجه الكافر، فقد قال الله تعالى في شأن حب النبي صلى الله عليه وسلم لعمه: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {القصص:56}.
أي من أحببته لقرابته على أحد التفسيرين للآية، وقال تعالى في حب الزوجة الشامل لحب الزوجة المؤمنة والكتابية: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً {الروم:21}. وهذه المحبة الطبيعية الناشئة بسبب القرابة أو المعاملة يجب أن يصاحبها البغض لهم في الدين والبراءة من شركهم.
والله أعلم.