عنوان الفتوى : ضيق الرزق وسعته من أقدار الله على عباده .
ما أسباب ضيق الرزق وكيفية التوسعة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ضيق الرزق وسعته من أقدار الله تعالى على عباده فيبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويضيق على بعض كل ذلك لحكم بالغة، قال الله تعالى: اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [العنكبوت:62].
وقال تعالى: أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [الزمر:52]، ومعنى "يقدر": يضِّيق.
وإن من أعظم أسباب سعة الرزق تقوى الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لايَحْتَسِب [الطلاق: 3].
ومن أعظم أسباب ضيق الرزق معصية الله تعالى، ففي المسند وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.
وهناك أسباب أخرى متفرعة عن السببين المتقدمين، منها مثلا صلة الرحم، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سره أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه.
ومنها أيضاً كثرة الإنفاق في سبيل الله والصدقة ابتغاء وجهه تعالى، ومما يسبب ضيق الرزق ومحق بركته التعامل بالربا قال الله تعالى: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَات [البقرة:276].
ولا بد أن ننبه إلى أمرمهم وهو أن سعة الرزق أو ضيقه تعني بالدرجة الأولى ما يجعله الله تعالى من البركة في ما آتاه لعبده وما يمتعه به من السعادة والطمأنينة به، وشواهد ذلك كثيرة من واقع الناس.
والله أعلم.